واصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" اقتحام بلدات ومخيمات في الضفة الغربية صباح اليوم الأحد 5 تشرين الأول/ اكتوبر، وشن حملة اعتقالات وسط اندلاع مواجهات وفرض حواجز على بوابات البلدات، إلى جانب المصادقة على مخطط استيطاني جديد يستهدف أراضي الفلسطينيين.
البوابات الحديدية تشل حركة الفلسطينيين
ووسط الضفة الغربية في رام الله، أغلقت قوات الاحتلال البوابة الحديدية التي نصبتها عند مدخل قرية عطارة شمال المدينة، ما اضطر الفلسطينيين إلى سلوك طرق التفافية طويلة وأخرى ترابية للوصول إلى أماكن عملهم وجامعاتهم ومدارسهم.
كما نصبت قوات الاحتلال حاجزاً عسكرياً قرب مستعمرة "حلميش" الجاثمة على أراضي الفلسطينيين في النبي صالح شمال رام الله، وأوقفت عدداً من المركبات وفتشتها ودققت في هويات الركاب، ما تسبب بإعاقة حركة الفلسطينيين.
ووفقاً لتقرير هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الصادر في أيلول/ سبتمبر الماضي، فقد بلغ العدد الإجمالي للحواجز العسكرية والبوابات الحديدية التي نصبها الاحتلال في الضفة الغربية 910 ما بين حاجز وبوابة، بينها 83 بوابة منذ بداية عام 2025، فيما تم نصب 247 بوابة حديدية بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
اعتقالات بالجملة
وفي سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال "الإسرائيلي" طفلاً وفلسطينياً من قرية بيتللو شمال غرب رام الله خلال اقتحام القرية، وأفادت مصادر محلية لوكالة "وفا" بأن الاحتلال اعتقل الطفل عمر علي سمارة (12 عاماً) والفلسطيني مهند حسين البدوي (39 عاماً) بعد مداهمة منزليهما.
كما اعتقل الاحتلال الطفل حسين مهند البدوي (12 عاماً)، واقتاده إلى نقطة عسكرية في محيط القرية حيث احتجز لبعض الوقت قبل أن يطلق سراحه لاحقاً.
أما في الخليل، شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة طالت 7 فلسطينيين بينهم طفل، بعد مداهمة وتفتيش منازل عدة في أحياء متفرقة من المدينة وبلدة بيت أمر ومخيم العروب للاجئين.
وذكرت مصادر محلية أن الاحتلال اعتقل كلاً من: يوسف الهنيني، معتز الأطرش، يزن أبو سنينة من منطقة واد أبو السمن، إضافة إلى مهدي الصرصور ورائد الصرصور من منطقة نمرة.
كما اعتقلت القوات "الإسرائيلية" من مخيم العروب الشاب خالد بدران جوابره بعد مداهمة منزله، ومن بلدة بيت أمر اعتقلت الطفل شمس الدين سعيد صالح زعاقيق (14 عاماً) عقب اقتحام منزل عائلته.
وفي تلك الأثناء، اندلعت مواجهات أطلقت خلالها قوات الاحتلال قنابل الغاز ما أدى لإصابة عدد من الفلسطينيين بالاختناق، كذلك اقتحمت قوات الاحتلال بلدة حلحول واستولت على مركبة أحد الفلسطينيين.
في حين شهدت محافظة سلفيت، اعتقال قوات الاحتلال ثلاثة فلسطينيين من بلدة كفر الديك غرب المحافظة، وهم: عبد الغني عبدالله أحمد، مجدي راتب الديك، ونجله قصي، بعد مداهمة منازلهم والعبث بمحتوياتها.
يأتي ذلك في وقت كثفت فيه قوات الاحتلال تحركاتها في محيط البلدة والطرق المؤدية إليها، وسط اقتحامات واعتقالات شبه يومية تشهدها قرى وبلدات المحافظة.
وفي مدينة نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال منزل الشهيد محمود العقاد في شارع حلاوة، وقامت بأخذ مقاساته تمهيداً لهدمه، فيما اعتقلت الفلسطيني حسن مرشود بعد مداهمة منزله في مخيم بلاطة للاجئين، إضافة إلى تفتيش منازل أخرى داخل المخيم.
مخطط استيطاني على أراضي بلدة كفر قدوم
وسط كل هذه الاعتداءات، صادقت سلطات الاحتلال على مخطط استيطاني جديد يستهدف الاستيلاء على 35.31 دونماً من أراضي قرية كفر قدوم شرق قلقيلية، وتحديداً في الحوض رقم (10) بمنطقة "واد بروص" شمالي القرية.
وقال منيف نزال، مسؤول ملف الاستيطان في محافظة قلقيلية: "إن المخطط الذي نُشر عبر الإعلام العبري، يهدف إلى بناء 58 وحدة استيطانية جديدة لصالح مستعمرة "متسبي يشاي" المقامة على أراضي القرية".
يأتي ذلك في إطار سياسة "إسرائيلية" متواصلة تهدف إلى تشديد الحصار على القرى والبلدات الفلسطينية، إلى جانب توسيع رقعة الاستيطان ومصادرة المزيد من الأراضي، في ظل تصاعد الإجراءات القمعية التي تأتي في سياق العقاب الجماعي الذي يستهدف مختلف محافظات الضفة الغربية.