شهد قطاع غزة غارات "إسرائيلية" عنيفة في الساعات الماضية طالت خيام النازحين والأبنية السكنية إلى جانب استهداف طالبي المساعدات ومراكز التوزيع، ما أسفر عن عشرات الشهداء والجرحى ودمار واسع في الأحياء السكنية فيما جددت وكالة "أونروا" مطالبتها برفع الحصار والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية.
وأفادت مصادر طبية في مستشفيات قطاع غزة بارتقاء 9 شهداء منذ صباح اليوم الأحد 5 تشرين الأول/ أكتوبر جراء استمرار القصف العنيف بينهم 4 من منتظري المساعدات الإنسانية، إضافة إلى عدد من الإصابات المختلفة، وذلك في ظل استمرار العدوان على مناطق متفرقة من القطاع.
وأكد مجمع ناصر الطبي في خان يونس، أن أربعة فلسطينيين من منتظري المساعدات الإنسانية استشهدوا بنيران قوات الاحتلال "الإسرائيلي" قرب مركز توزيع شمالي رفح، فيما أصيب آخرون بجروح متفاوتة.
كما استشهد فلسطيني وطفلة برصاص قوات الاحتلال "الإسرائيلي" خلال محاولتهما الحصول على المساعدات الإنسانية في منطقة الطينة جنوبي مدينة خان يونس.
وفي الأثناء، استهدف الاحتلال خيام النازحين شرق مدينة أصداء شمال خان يونس جنوب القطاع، بغارات عنيفة ما أسفر عن إصابة عدد من الفلسطينيين.
مخيمات وسط القطاع تواصل مواجهة القصف
وفي قصف آخر، أطلق جيش الاحتلال نيرانه باتجاه مدينة الزهراء شمالي غرب مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط إصابات وأضرار في البنى التحتية.
وقال مستشفى العودة بالنصيرات إنه استقبل خلال الـ24 ساعة الماضية شهيدين و7 جرحى جراء استهداف الاحتلال مخيمات بوسط القطاع ونقطة توزيع مساعدات جنوبي وادي غزة.
في حين استهدف الاحتلال مخيم المغازي وسط قطاع غزة، ما أدى إلى إصابات وأضرار في منازل الفلسطينيين.
في غضون ذلك، شن الاحتلال عبر آلياته المتمركزة شرق وادي غزة غارات على تجمعات لفلسطينيين كانوا بانتظار المساعدات الإنسانية، ما تسبب في وقوع عدة إصابات.
وفي مدينة غزة، شن الاحتلال غارات عدة على أحياء الصبرة والجلاء والثلاثيني، واستهدف بنايات سكنية تعود لعائلتي اللوح وأبو شعبان في محيط مفترق الطيران، ما أدى إلى إصابة عدد من الفلسطينيين وإلحاق دمار واسع في المباني المستهدفة والمنازل المجاورة.
وتزامن ذلك مع تفجير قوات الاحتلال "الإسرائيلي" مجنزرة مفخخة بالمتفجرات في حي تل الهوى جنوب غرب مدينة غزة. فيما طال قصف عنيف استهدف جامعة الأزهر بمدينة غزة، أدى إلى تدميرها بالكامل.
وفي سياق متصل، أكد مصدر في المستشفى المعمداني انتشال جثمان طفل شهيد إثر غارة "إسرائيلية" استهدفت منزله يوم أمس في حي التفاح شرقي مدينة غزة.
وأكد الدفاع المدني في غزة لأن الاستهدافات "الإسرائيلية" في المدينة ما زالت مستمرة رغم الإعلان عن خطة الرئيس الأميركي، كما لم تدخل أي شاحنة مساعدات إلى مدينة غزة منذ فرض الحصار عليها، موضحاً أن هناك عدداً من جثامين الشهداء لا يمكن انتشالها من مناطق يسيطر عليها الاحتلال
ويأتي هذا التصعيد العنيف على قطاع غزة رغم دعوة الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" لوقف إطلاق النار بعد إعلان حركة حماس عن ردها على مبادرته بشأن إنهاء حرب الإبادة على غزة.
ووثق مكتب الإعلام الحكومي تنفيذ الاحتلال أكثر من 93 غارة على مناطق مكتظة بالسكان المدنيين والنازحين في مختلف محافظات القطاع، منذ أمس السبت أسفرت عن مجازر بشعة أدت لارتقاء 70 شهيداً من المدنيين الأبرياء، بينهم نساء وأطفال، حيث سقط في مدينة غزة وحدها 47 شهيداً جراء هذا القصف الهمجي.
وحمّل الإعلام الحكومي الاحتلال كامل المسؤولية عن هذه الجرائم المروعة بحق الفلسطينيين، مطالباً المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤولياته السياسية والإنسانية والأخلاقية، والتحرك الفوري والجدي والعاجل لوقف العدوان، ومنع استمرار هذه الإبادة الجماعية.