حذّرت "مبادرة فلسطينيي سورية للرقابة الشعبية – مرصد" من تدهور خطير يشهده قطاع التعليم في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين بدمشق، بعد ورود شكاوى وشهادات متقاطعة من أهالي الطلاب ومعلمين حول سوء الأوضاع التعليمية داخل مدارس وكالة "أونروا" في المخيم.
وبحسب ما نشرته المبادرة، فإن التعليم في المخيم يواجه مشكلات بنيوية متفاقمة، أبرزها الاكتظاظ الصفّي الحاد، حيث يتكدس أكثر من ستين طالباً في الصف الواحد، وسط ظروف لا تسمح بتحقيق الحد الأدنى من العملية التعليمية أو المتابعة الفردية للطلاب.
كما لفتت المبادرة إلى ضعف الكادر التعليمي في المرحلة الثانوية، وخاصة في صفوف الثالث الثانوي، مشيرة إلى أن عدداً من المعلمات حديثات التخرج، أو يدرّسن للمرة الأولى، ما ينعكس سلباً على جودة التعليم في مرحلة مصيرية ومفصلية بالنسبة للطلاب.
وأشار التقرير إلى غياب الرقابة التربوية الفاعلة داخل المدارس، مما أدى إلى اعتماد بعض المعلمات على "النوت التجارية" أو على أدوات رقمية غير مؤهلة تربوياً، الأمر الذي زاد من تدهور المستوى العام للتعليم.
وأكد "مرصد" أن هذه المؤشرات الخطيرة تضع مستقبل مئات الطلاب والطالبات في دائرة الخطر، وتكشف عن تراجع مؤسسي واضح في أداء الجهات التعليمية الرسمية والأممية، داعياً إلى تدخل عاجل وسريع لإنقاذ العام الدراسي الحالي.
وطالبت المبادرة بـتدخل فوري من "أونروا" والهيئة العامة للاجئين الفلسطينيين العرب لضمان بيئة تعليمية لائقة وآمنة داخل المخيم، إلى جانب إعادة تقييم الكادر التعليمي في المدرسة الثانوية ورفده بمعلمين ذوي خبرة، خصوصاً لصفوف الشهادات، وفتح صفوف أو مبانٍ مؤقتة إضافية لتخفيف الاكتظاظ وتحسين شروط التعلم.
كما دعت إلى تعزيز الرقابة المجتمعية من خلال إشراك المجتمع المحلي والجهات المدنية في توثيق المشكلات ومتابعتها بالتعاون مع المؤسسات التعليمية.
وختم "مرصد" بيانه بالتأكيد على أن الصمت تجاه تدهور التعليم في اليرموك يُعد تفريطاً في حق وطني وإنساني أساسي، مشدداً على أن المساءلة الشعبية واجب ومسؤولية جماعية لضمان مستقبل أبناء وبنات المخيمات الفلسطينية في سوريا.
اقرأ/ي أيضاً: أكثر من 50 ألف طالب فلسطيني في سوريا وسط تحديات الاكتظاظ وغلاء المعيشة