شهد مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين شمال لبنان، اليوم الاثنين 6 تشرين الأول/أكتوبر، إغلاقاً تاماً لجميع المداخل الفرعية، مع الإبقاء على مدخلين رئيسيين فقط، وسط انتشار مكثف لدوريات الجيش اللبناني عند مداخل المخيم، لا سيّما عند مدخل الغفور، بحسب ما أفاد مراسل بوابة اللاجئين الفلسطينيين.
وجاء هذا الإجراء عقب مداهمة نفذتها دورية من مخابرات الجيش اللبناني مساء أمس الأحد في منطقة تلة المنكوبين القريبة من المخيم، بحثاً عن المطلوب الفلسطيني إبراهيم شعبي. وخلال العملية، أطلقت قنبلة باتجاه الدورية دون تسجيل إصابات، فيما أصيب شخص آخر، وتم توقيفه بعد أن تهجّم على عناصر الجيش، وفقاً لمصادر محلية.
عقب الحادثة، فرض الجيش اللبناني طوقاً أمنياً مشدداً على الطرق المؤدية إلى المخيم، وأغلق جميع المداخل الجانبية بالحواجز، مع تشديد إجراءات التفتيش عند نقاط الدخول الرئيسية. كما طلب من اللجنة الأمنية الفلسطينية في المخيم التعاون لتسليم المطلوب.
وتأتي هذه التطورات في سياق استمرار الخطة الأمنية التي ينفذها الجيش اللبناني منذ العاشر من نيسان/أبريل الماضي، والتي تقضي بإغلاق عدد من المداخل غير الرسمية للمخيم بواسطة كتل باطونية، في محاولة لضبط الحركة الأمنية ومنع تسلل المطلوبين.
وكان الجيش قد أغلق في الثاني عشر من الشهر نفسه الطريق الفرعي القادم من منطقة المنكوبين، كما أقدم لاحقاً على إغلاق مداخل إضافية مثل زاروبة أبو الشهيد وزاروبة أبو سويد، ما أثار حينها استياءً واسعاً في أوساط سكان المخيم، خصوصاً أولئك الذين تتداخل مساكنهم مع الأحياء اللبنانية المجاورة.
ويخشى الأهالي أن تؤدي هذه الإجراءات الأمنية المتكررة إلى زيادة العزلة المفروضة على المخيم وإعاقة حركة السكان اليومية، في وقتٍ يشهد فيه الوضع المعيشي والاقتصادي تدهوراً متواصلاً.