واصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي"، صباح اليوم الاثنين 6 تشرين الأول/ اكتوبر، قصفه الجوي والمدفعي العنيف على مناطق متفرقة من قطاع غزة، ما أسفر عن عشرات الشهداء والجرحى، في وقت تشهد فيه الأوضاع الإنسانية تدهورًا وسط تحذيرات من تفاقم معاناة آلاف الأسر النازحة في الخيام مع قدوم فصل الشتاء.
وأفادت وزارة الصحة في غزة بأن 21 شهيدًا، بينهم اثنان جرى انتشال جثامينهم من تحت الأنقاض، و96 إصابة، وصلوا إلى مستشفيات القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مؤكدة أن هناك عددًا من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم بسبب استمرار القصف وكثافته.
وأضافت الوزارة أن حصيلة ضحايا حرب الإبادة "الإسرائيلية" المستمرة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 ارتفعت إلى 67,160 شهيدًا و169,679 إصابة.
كما أوضحت في تقريرها الإحصائي أن الفترة من 18 آذار/ مارس 2025 حتى اليوم شهدت استشهاد 13,568 فلسطينيًا وإصابة 57,638 آخرين. وفيما يتعلق بضحايا المساعدات، فقد استشهد خلال الـ24 ساعة الماضية فلسطينيان وأصيب 19 آخرون ، ليرتفع إجمالي شهداء "لقمة العيش" ممن استهدفهم الاحتلال أثناء انتظارهم للمساعدات إلى 2,610 وأكثر من 19,143 جريحاً.
وفي التفاصيل، استهدف الاحتلال بغارة "إسرائيلية" مبنى في شمال مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، بالتزامن مع قصف مدفعي عنيف طال مناطق سكنية، ما أدى إلى سقوط إصابات عدة.
كما أفاد مجمع ناصر الطبي باستشهاد فلسطيني آخر قرب مركز توزيع مساعدات جنوب غربي خان يونس برصاص الاحتلال.
وفي مدينة غزة، أعلن مصدر طبي أن قصفًا "إسرائيليًا" استهدف مدرسة الروم الأرثوذكس في حي تل الهوى، حيث كان يتجمع نازحون، وأسفر عن شهداء وجرحى بينهم أطفال. في حين يشهد الحي عمليات نسف "إسرائيلية" متواصلة للمنازل والمباني السكنية
ووسط القطاع أكد مستشفى العودة استشهاد فلسطيني وإصابة آخرين من المنتظرين لتلقي المساعدات بنيران الاحتلال. كما جدد الاحتلال استهدافه لمخيم البريج بغارات عدة.
من جانبه، أوضح المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن الاحتلال "الإسرائيلي" يواصل ارتكاب مجازر يومية بحق النازحين، إذ يقتل في المتوسط 92 فلسطينيًا يوميًا، بينهم 27 طفلًا و14 امرأة و42 من الآباء والأمهات.
وأشار إلى أن الاعتداءات الأخيرة أدت إلى إبادة 53 أسرة فلسطينية بالكامل، مؤكدًا أن القصف المتواصل يفاقم المعاناة الإنسانية ويدمر البنية الأسرية والاجتماعية لسكان القطاع.
وحذرت شبكة المنظمات الأهلية في غزة من تفاقم معاناة مئات آلاف الأسر النازحة التي تعيش في خيام مؤقتة مع اقتراب موسم الشتاء وهطول الأمطار، مشيرة إلى أن الأوضاع الإنسانية تسير نحو المزيد من التدهور في ظل انعدام مقومات الحياة الأساسية.
وانتقدت الشبكة الأهلية ما يُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" التي جاءت ضمن خطة الرئيس الأميركي السابق "دونالد ترامب" معتبرة أنها تجاهلت الكارثة الإنسانية التي يعيشها السكان، وطالبت بوقف العمل بها ومحاسبة المسؤولين عن قتل المدنيين الذين كانوا بانتظار المساعدات الإنسانية.
وأضاف البيان: أن الاحتلال "الإسرائيلي" يتعمد "هندسة التجويع" عبر تقييد إدخال المساعدات الإنسانية والإبقاء على السكان رهائن لحاجاتهم اليومية من غذاء وماء ودواء، داعيًا المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف هذه السياسات وإلزام الاحتلال بواجباته القانونية والإنسانية.
وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إنه "لا مكان آمن في غزة، والأوضاع اليوم أسوأ من أي وقت مضى"، محملاً الجميع مسؤولية ما يجري.
وأكد أن مدينة غزة لا تزال موطنًا لعشرات الآلاف من الأطفال، بينهم مبتورو الأطراف، وأن الأطفال يعيشون حالة من الخوف والارتجاف تحت وطأة الغارات "الإسرائيلية"، موضحاً أن إصدار أوامر الإجلاء العامة لا يعني أن من بقي في أماكنه يفقد حقه في الحماية ولفت إلى أن منطقة المواصي تُعد من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، ومع ذلك تُحرم من أبسط مقومات الحياة.
من جهتها، أوضحت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أنها مستمرة في تقديم المساعدات المنقذة للحياة والخدمات الأساسية لنحو مليوني فلسطيني يواجهون الحرب والمجاعة في القطاع.
وقالت الوكالة في تقرير صدر مؤخرًا: إنها تظل أكبر مزود للرعاية الصحية الأولية وسط المجاعة التي تضرب غزة والظروف غير الإنسانية التي يعاني منها السكان.
وأكدت أن أكثر من ألف موظف صحي تابعين لها يديرون ست عيادات و20 نقطة طبية في أنحاء القطاع رغم الظروف الصعبة.