قالت وسائل إعلام عبرية: إن وقفاً لإطلاق النار في قطاع غزة دخل حيّز التنفيذ الساعة الثانية عشرة ظهراً بالتوقيت المحلي.
وكان جيش الاحتلال "الإسرائيلي" واصل شن غارات جوية وإطلاق رصاص في قطاع غزة رغم الإعلان رسميا عن اتفاق لوقف الحرب من قبل الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" برعاية الوسطاء المصريين والقطريين عقب الموافقة على جميع بنود تنفيذ المرحلة الأولى التي تتضمن توقف إطلاق النار وصفقة تبادل أسرى.
فرحة طواقم الدفاع المدني والاسعاف في مدينة غزة بعد الإعلان عن التوصل لقرار وقف إطلاق النار فجر اليوم. pic.twitter.com/ThOvvFL9hM
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) October 9, 2025
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن، فجر اليوم الخميس 9 تشرين الأول/أكتوبر، توقيع إسرائيل وحركة حماس على المرحلة الأولى من خطته للسلام في قطاع غزة، مؤكدا أن الاتفاق يقضي بإطلاق سراح جميع الأسرى "الإسرائيليين" قريباً جداً، وسحب القوات "الإسرائيلية" إلى خطوط متفق عليها، تمهيداً لما وصفه بـ "سلام قوي ودائم".
وأشار "ترامب" في منشور على منصة "تروث سوشيال" إلى أن جميع الأطراف سيتم التعامل معها بعدل، معتبراً أن هذا "يوم عظيم للعالم العربي والإسلامي ولإسرائيل والولايات المتحدة"، موجها الشكر إلى الوسطاء من قطر ومصر وتركيا على جهودهم في تحقيق الاتفاق.
ونقل موقع "دروب سايت" عن مصدر مقرب من الوسطاء أن الرئيس الأميركي قدم ضمانات بعدم السماح لـ "إسرائيل" باستئناف الحرب عقب استعادة الأسرى، مؤكداً التزام واشنطن بمتابعة تنفيذ الاتفاق ميدانياً.
في حين اكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري أن الوسطاء أعلنوا التوصل إلى اتفاق حول جميع بنود تنفيذ المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، مشيراً إلى أن الاتفاق سيؤدي إلى وقف الحرب وإطلاق سراح الأسرى "الإسرائيليين" وأسرى فلسطينيين.
فرحة أهالي غزة في مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة، بالإعلان عن اتفاق لوقف الحرب pic.twitter.com/FGObWBse66
— بوابة اللاجئين الفلسطينيين (@refugeesps) October 8, 2025
وفي المقابل، أعلنت حركة حماس التوصل إلى اتفاق يقضي بإنهاء الحرب على غزة، وانسحاب قوات الاحتلال "الإسرائيلي"، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وتبادل الأسرى، وذلك بعد ثلاثة أيام من المفاوضات في مدينة شرم الشيخ المصرية.
وأعربت الحركة في بيان لها عن تقديرها لجهود الوسطاء من قطر ومصر وتركيا، وللرئيس الأميركي دونالد ترامب على مساعيه لإنهاء الحرب نهائياً، داعية في الوقت ذاته إلى ضمان تنفيذ الاتفاق وعدم السماح للاحتلال بالمماطلة أو التنصل من التزاماته.
وأكدت حماس أنها سلّمت الوسطاء قوائم الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم ضمن المرحلة الأولى، وفق معايير متفق عليها، في انتظار الاتفاق النهائي على الأسماء.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول فلسطيني مطلع على المفاوضات، أن الاتفاق ينص على إفراج حماس دفعة واحدة عن 20 أسيراً "إسرائيلياً" أحياء، مقابل إطلاق "إسرائيل" سراح أكثر من ألفي معتقل فلسطيني.
وأوضح مصدر في حركة حماس أن المرحلة الأولى من الاتفاق تشمل الإفراج عن الأسرى "الإسرائيليين" الأحياء في قطاع غزة، مقابل إطلاق سراح 250 من الأسرى المحكومين بالسجن المؤبد و1700 ممن اعتقلوا بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إضافة إلى انسحابات إسرائيلية "مجدولة زمنياً" من قطاع غزة.
غارات متواصلة رغم الإعلان عن إنهاء الحرب
وعلى الرغم من الإعلان عن الاتفاق، واصل جيش الاحتلال قصفه لمناطق متفرقة من قطاع غزة، حيث أفادت مصادر محلية بأن المدفعية "الإسرائيلية" استهدفت شمال مخيم النصيرات وسط القطاع، فيما شملت الغارات محيط شارع الصناعة بحي الصبرة وغرب منطقة تل الهوى في مدينة غزة، ما أدى إلى أضرار مادية جسيمة دون ورود معلومات مؤكدة عن وقوع إصابات.
كما ألقى الاحتلال عبر طائرة مسيّرة "إسرائيلية" من نوع "كواد كابتر" ثلاث قنابل على مجموعة من النازحين قرب محطة البربري في شارع الجلاء وسط مدينة غزة، ما تسبب بأضرار مادية في المكان، في حين أفاد الدفاع المدني في غزة باستشهاد شخص برصاص قوات الاحتلال في المنطقة نفسها.
وفي جنوبي القطاع، شن الاحتلال قصفاً مدفعيا عنيفاً على مناطق وسط خان يونس، بالتزامن مع إطلاق نار كثيف من آليات الاحتلال في حي الصبرة جنوب مدينة غزة.
وفي تلك الأثناء، أصدر المتحدث باسم جيش الاحتلال "أفيخاي أدرعي" بياناً حذر فيه سكان قطاع غزة من العودة إلى شمال وادي غزة، قائلا: إن المنطقة لا تزال تعتبر "منطقة قتال خطيرة"، وأن القوات "الإسرائيلية" تواصل تطويق مدينة غزة.
وطالب البيان السكان بعدم التوجه شمالاً أو الاقتراب من أي مناطق تمركز للقوات "الإسرائيلية" في أنحاء القطاع حتى صدور تعليمات رسمية تضمن سلامتهم.
وفي المقابل، أصدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة توجيهات للسكان بضرورة توخي الحذر أثناء التنقل، وعدم الاعتماد على أي معلومات غير رسمية حتى صدور إعلان واضح من الجهات الفلسطينية المختصة.
وشدد على عدم استخدام شارعي الرشيد وصلاح الدين أو التحرك في محيطهما من الشمال إلى الجنوب أو العكس إلا بعد صدور تعليمات تضمن سلامة المواطنين، تحسباً لأي خروقات أو استهداف قد يقوم به الاحتلال في اللحظات الحرجة.
وأكد المكتب أن الحفاظ على الأرواح يمثل أولوية وطنية ومسؤولية جماعية، داعياً السكان في غزة إلى الالتزام بالتعليمات الرسمية، مشدداً على أن وعي الشعب الفلسطيني والتزامه يشكلان صمام الأمان في هذه المرحلة الحساسة.