استشهد فتى فلسطيني وأصيب آخر، مساء الجمعة، برصاص قوات الاحتلال "الإسرائيلي" خلال اقتحامها مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، فيما شنّت قوات الاحتلال، منذ صباح اليوم السبت 11 تشرين الأول/ أكتوبر، حملة مداهمات واعتقالات واسعة طالت عدة بلدات في محافظة الخليل، بالتزامن مع اعتداءات متكررة من المستوطنين على قاطفي الزيتون في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد الشاب محمد عدنان يوسف سلامة (25 عامًا) خلال اقتحام قوات الاحتلال لمدينة جنين، حيث أطلقت الرصاص الحي صوب الفلسطينيين قرب دوّار السينما، ما أدى إلى إصابته في البطن والرقبة قبل أن يُنقل إلى المستشفى، ويُعلن عن استشهاده لاحقًا.
كما أصيب طفل (15 عامًا) بشظايا الرصاص الحي في الأطراف، وجرى نقله للعلاج في مستشفى جنين الحكومي.
وانتشرت قوات الاحتلال في محيط مستشفى جنين الحكومي ومستشفى الأمل، واعتقلت شابًا لم تُعرف هويته بعد. وباستشهاد سلامة، يرتفع عدد الشهداء في محافظة جنين إلى 50 شهيدًا منذ بدء العدوان على المدينة ومخيمها في 21 كانون الثاني/ يناير الماضي.
الخليل: إصابات واعتقالات
وفي محافظة الخليل، أصيب شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال، واعتُقل ستة آخرون بينهم سيدتان، خلال مداهمات لعدة بلدات في المحافظة.
ووفق مصادر محلية، أُصيب شاب بالرصاص الحي في الفخذ أثناء تواجده قرب منزله في قرية الطبقة ببلدة دورا جنوب غرب الخليل، فيما منعت قوات الاحتلال طواقم الإسعاف من الوصول إليه لأكثر من ساعة قبل نقله إلى مستشفى دورا الحكومي حيث وُصفت إصابته بالمتوسطة.
كما اعتقلت قوات الاحتلال عددًا من الفلسطينيين بعد مداهمة منازلهم في بلدات دورا وبني نعيم، وعبثت بمحتوياتها، وصادرت مبلغًا ماليًا من أحد المنازل.
ونصبت القوات حواجز عسكرية عند مداخل الخليل وبلداتها ومخيماتها، وأغلقت طرقًا رئيسية وفرعية بالبوابات الحديدية والمكعبات الإسمنتية، ما أدى إلى إعاقة حركة الفلسطينيين وتقييد تنقلهم.
وفي مدينة رام الله، اقتحمت قوات الاحتلال وسط المدينة، وتمركزت عند دوار المنارة وشارع الإرسال، وداهمت مكتب قناة الجزيرة، وجددت قرار إغلاقه لمدة 60 يومًا بموجب أمر عسكري، وهي المرة الرابعة منذ مطلع العام.
تصاعد اعتداءات المستوطنين
بالتوازي، واصل المستوطنون اعتداءاتهم على قاطفي الزيتون في مناطق متفرقة من الضفة الغربية.
ففي سلفيت، هاجمت مجموعة من المستوطنين المزارع صادق يوسف أبو نبعة ووالدته الحاجة حمدة أبو نبعة، إضافة إلى أكثر من عشرين مزارعًا من عائلتهما، واعتدوا عليهم بالضرب المبرح، وكسّروا مركباتهم وأطلقوا الرصاص الحي لإجبارهم على مغادرة أراضيهم.
وفي رام الله، أطلق مستوطنون الرصاص على المزارعين في بلدة برقا، واستولوا على معداتهم، فيما هاجم آخرون قاطفي الزيتون في قريتي جوريش وعقربا جنوب نابلس بحماية من قوات الاحتلال.
وكان المستوطنون قد نفذوا، يوم أمس، هجومًا واسعًا على بلدة بيتا جنوب نابلس أسفر عن إصابة نحو 50 فلسطينيًا بين رصاص واعتداء بالضرب والاختناق، إضافة إلى احتراق نحو 15 مركبة.