يشهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في مدينة صيدا مع بداية العام الدراسي الجديد أزمة جديدة تتعلق بالفوضى المرورية أمام مدارس وكالة "أونروا" في منطقة بستان اليهودي، في ظل غيابٍ واضح للقوة الأمنية المشتركة الفلسطينية التي كانت تتولى تنظيم حركة السير في الأعوام الماضية.
وأفاد أحد سكان المنطقة في شكوى تابعها بوابة اللاجئين الفلسطينيين أن خروج الطلاب من مدارس "أونروا" بعد انتهاء الدوام يتسبب يومياً بازدحام شديد نتيجة تكدّس السيارات والدراجات النارية، في غياب أي جهة مسؤولة عن ضبط حركة المرور أو حماية التلاميذ أثناء مغادرتهم المدارس.
وأوضح اللاجئ الفلسطيني أن القوة الأمنية المشتركة كانت في العام الماضي تغلق الطريق من الجهتين وتقوم بتنظيم السير، ما ساهم في حماية الطلاب ومنع الحوادث، إلا أن عناصرها اليوم غائبون بشكل كامل عن المشهد، بعدما توقّفوا عن أداء مهامهم بسبب عدم تقاضيهم مستحقاتهم منذ نحو خمسة أشهر.
وأضاف: "كأن هناك قراراً بتصفية القوة الأمنية المشتركة داخل المخيم، وعدم الإبقاء على أي عمل مشترك، وهذا ما انعكس مباشرة على أمن الطلاب وسلامتهم."
يذكر أن الساحة الفلسطينية في لبنان شهدت خلال الأشهر الماضية إقالات وتعيينات طالت قوى الأمن الوطني وسفير السلطة فيما يصفه الفلسطينيون بأنه "انتقال للقرار الأمني والسياسي في المخيمات إلى السلطة في رام الله"
اقرأ/ي أيضاً: عناصر من فتح تطلق النار في مخيم الرشيدية احتجاجاً على وقف رواتبهم
ودعا الأهالي إدارة "أونروا" إلى التدخل العاجل لإيجاد حلّ عملي، مقترحين توظيف عدد من شباب المخيم لتنظيم حركة السير خلال فترة انصراف الطلاب، باعتبار ذلك خطوة بسيطة قادرة على حماية الأطفال ومنع وقوع الحوادث.
وأشار اللاجئ الفلسطيني إلى أن "أونروا" تتلقى دعماً مالياً كبيراً، كان آخره تبرعاً من الحكومة الإيطالية بقيمة مليوني يورو قبل أيام، مستنكراً في الوقت نفسه "عدم استفادة أبناء المخيم من الأموال التي تُقدَّم باسمهم"، مؤكداً أن تشغيل ثلاثة أو أربعة شبان من المخيم لتنظيم حركة الطلاب والسير، كحل مؤقت سيضمن سلامة الطلاب ويخفف الازدحام أمام مدارس "أونروا".