كشف المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عدنان أبو حسنة، أن الوكالة وضعت خططًا شاملة لإعادة العملية التعليمية في قطاع غزة، تشمل عودة نحو 640 ألف طالب فلسطيني إلى مقاعد الدراسة بعد عامين من الانقطاع القسري نتيجة الحرب والدمار الواسع الذي لحق بالبنية التحتية التعليمية.

وقال أبو حسنة في تصريحاتٍ صحفية إن بعض المنتقدين قد يقولون إن "لا توجد مدارس"، مضيفًا: "وهذا صحيح لأن معظم المدارس دمرت بالكامل، ولكننا سنعيد الطلاب إلى مساحات دراسية ولو حتى داخل خيام، تماما كما بدأنا في عام 1950 بعد النكبة، حين كانت الخيام هي البداية الأولى لتعليم اللاجئين الفلسطينيين".

وأوضح أن الوكالة أعدّت أيضًا خطةً لاستنهاض القطاع الصحي في غزة، مشيرًا إلى أن "أونروا" كانت تدير 22 عيادة مركزية كبرى قبل الحرب، لم يتبقَّ منها سوى ستّ عيادات تعمل حاليًا، إلى جانب 35 نقطة طبية متنقلة، وأحيانًا ارتفع العدد إلى 100 نقطة متنقلة لتغطية احتياجات السكان في المناطق المنكوبة.

وأضاف أبو حسنة: "استطعنا أن نقدم علاجًا لما لا يقل عن عشرة ملايين زيارة طبية منذ السابع من أكتوبر حتى اليوم"، مؤكدًا أن "أونروا" لا تزال الجهة الأكثر قدرة على توزيع المواد الغذائية نظرًا لامتلاكها آلاف الموظفين ونقاط توزيع متعددة، فضلًا عن الخبرة والثقة التي تتمتع بها كمزوّد خدمات إنسانية رئيسي للفلسطينيين في القطاع.

وبيّن أن الخدمات الصحية والإغاثية لم تتوقف طوال الفترة الماضية رغم صعوبة الظروف، مشيرًا إلى أن فرق "أونروا" تواصل إدارة مراكز الإيواء وتوزيع المياه وجمع النفايات الصلبة، غير أن الاحتلال "الإسرائيلي" لا يزال يمنع إدخال المواد الغذائية عبر الوكالة حتى الآن، ما يعرّض حياة مئات الآلاف من اللاجئين لخطرٍ متزايد.

وحول الوضع المالي للوكالة، أكد أبو حسنة أن "أونروا" تواجه واحدة من أخطر الأزمات المالية في تاريخها، قائلًا: "نحن بحاجة إلى نحو 200 مليون دولار حتى نهاية العام لتقديم الخدمات الأساسية ودفع رواتب العاملين، ليس فقط في غزة والضفة الغربية والقدس، بل أيضًا في لبنان وسوريا والأردن".

وشدّد المستشار الإعلامي على أن استمرار الدعم الدولي للوكالة أمرٌ حاسمٌ للحفاظ على شريان الحياة للفلسطينيين اللاجئين، مؤكدًا أن "أونروا" ستواصل أداء مهامها رغم التحديات الهائلة التي تواجهها في الميدان.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد