قدّم مخيم خان دنون للاجئين لفلسطينيين بريف دمشق 19 شهيداً في معركة طوفان الاقصى، هؤلاء الشهداء ارتقوا أثناء مشاركتهم في معارك ضد الاحتلال "الاسرائيلي" عند الحدود اللبنانية الفلسطينية، فيما أكّد ممثل حركة الجهاد الإسلامي في المخيم أن هناك اثنين من المفقودين لم يُحسم حتى الآن ما إذا كانوا شهداءً أم أسرى لدى العدو "الاسرائيلي".
مخيم خان دنون الذي لا ينسى شهدائه كما كل مخيمات الشتات التي ساندت الفلسطينيين في قطاع غزة.
ممثل حركة الجهاد الإسلامي في المخيم أحمد حلاوة، أبرز دور المخيم في مشاركة أهله في القطاع واندفاع شبانه من أجل ذلك وقال لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: "كان مخيم خان دنّون مع أهلنا في قطاع غزة منذ اليوم الأول في معركة طوفان الاقصى، ولبّی شباب مخيم خان دنّون نداء أهلهم في غزة، فكانوا إسناداً ودعماً، دفاعا عن العرض والأرض والمال والأشجار والنساء والأطفال، ليذودوا عن أهلهم من ظلم الظالمين الطغاة المعتدين الصهاينة. وقد قدّم مخيم خان دنّون تسعةَ عشرَ شهيداً واثنين من المفقودين؛ ولا نعلم حتى الآن إن كانوا قد استُشهدوا أم أصبحوا أسرى لدى العدو الصهيوني."
ابني ليس أغلى من فلسطين ولا قطاع غزة
بعيون مليئة بالفخر يتحدث محمد عثمان وهو والد الشاب محمد عثمان الذي ارتقى في بداية المعركة عام 2023 عن مشاركة ابنه ذو الثلاثة وعشرين عاماً في المعركة، ويؤكد أن ابراهيم منذ نعومة أظافره كان يطمح لأن يشارك في المعارك ضد الاحتلال "الإسرائيلي" ووجد ضالته في كتائب علي الأسود التابعة لحركة الجهاد الإسلامي.
ومع إعلان معركة طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وما تبعها من حرب إبادة "إسرائيلية" على القطاع، كان ابراهيم من أوائل الشبان الذين ذهبوا في مهمات في الجنوب اللبناني، وتمكن في التاسع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر 2023 من العبور إلى مستوطنة شمالي فلسطين والاشتباك مع جنود الاحتلال والذي أسفر عن استشهاده.
يقول والد ابراهيم لموقعنا: "إن ابنه ليس أغلى من فلسطين ولا قطاع غزة"، موضحاً أن الجيل الناشئ في المخيمات لا يقل اهتماماً بقضية فلسطين عن الجيل الذي عاش النكبة وبدايات اللجوء.
أوصيت ابني أن يستشهد مقبلاً غير مدبر
أما والدة الشهيد فادي محمد حسن، تحدثت عن ابنها وما رافق تحضيره للقتال ووداعها له، وقالت :في طفولته وطوال عمره، ما شاء الله عليه، كان جريئاً وشجاعاً ومغامراً دائماً، عندما انتسب إلى الجهاد الإسلامي وذهب، كانت أمنيته الوحيدة أن يصل إلى العدو:
وتابعت أم الشهيد: " وعندما ودعته، قلت له: يا ابني إن نويت الذهاب فلا أريدك أن تهرب، أريدك أن تقبل الرصاصة بصدرك وهو كان يريد الاستشهاد.
وأضافت أم الشهيد أنها نصحت ابنها بأن يتلقى الشهادة وهو يقاتل وقالت له: "اقبلها بصدرك، كن مقبلاً لا مَدْبِراً" وأوضحت :" لأنني سأحزن لو جاءني أحد وقال إن الرصاصة كانت من الخلف.
وأكملت أم الشهيد فادي :"بعد ذلك أخبرني شباب إخوانه في الجهاد بأنه استُشهد، فسألتهم: أخبروني هل كان مقبلاً أم مدبراً؟ فقالوا لي: والله كان في الصفوف الأمامية، والله استُشهد. فقلت: الحمد لله رب العالمين، وزغردتُ فرحاً.

وختمت الأم حديثها لموقعنها بقولها :"إن شاء الله لن نتراجع عن الحرب، سنظل بإذن الله نقاوم. لو كنتُ أستطيع أن أقدّم فلذات كبدي من أجلكم لفعلت، بل سأقدّم نفسي وحالي فداءً من أجل أن تعود فلسطين."
ووجهت الأم تحيتها لأهالي قطاع غزة وقالت :" إن شاء الله على العهد باقون ومستمرون. لو طال الزمن فستعود فلسطين. أشكركم وأشكر كل من عزاني في ابني بل على العكس هنأني بابني، لأن هذا حقًّا كان عرساً. بارك الله فيكم، وأدعو الله أن تتحرر فلسطين."
قال لي رفاقه لو رأيتِ جمال فلسطين لذهبتي وقاتلتي معنا من أجلها
أما والدة الشهيد محمد موسى فارس نقلت مشاعر ابنها وتواضع محبّيه في المخيّم بهذه العبارات: "كان يخبرني مراراً: يا أمي، هؤلاء الأطفال الذين يموتون… من يشعر بهم؟ أراكِ، يا أمي، تشعرين بهم كثيراً وقلبك مع الأطفال.
وتابعت :"وعندما جاء رفاقه، جلست معهم، وقالوا: يا خالتي، ما هذه فلسطين؟ لو رأيتِ فلسطين لما ترددتِ في القتال. محمد لا مثيل له، الكل يحبه، المخيم كله يحبه. والله، لا يوجد مثله؛ كان يحب رفاقه حباً شديداً."
