شهدت مدرسة رفيديا التابعة لـ"أونروا" في منطقة صيدا حادثة أثارت استياء واسعاً بين الأهالي، بعدما قامت نائبة المديرة مريم النميري بإجبار عدد من طالبات صفّ البريفيه على نزع الجاكيتات التي تحمل خريطة فلسطين وشعار الكوفية، والتواصل مع ذويهن لإحضار جاكيتات لا تحمل أي رموز وطنية.

وعبّر الأهالي عن غضبهم من هذا القرار، معتبرين أنه سلوك غير مقبول، ويتعارض مع هوية اللاجئين الفلسطينيين وحقهم في التعبير عن رموزهم الوطنية.

وتواصل موقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين مع والدة إحدى الطالبات، التي فضّلت عدم ذكر اسمها واسم ابنتها، حيث أكدت أنها تلقت اتصالاً من نائبة المديرة التي طلبت منها إحضار جاكيت بديل، موضحة أن الجاكيت الذي ترتديه ابنتها "غير مقبول داخل المدرسة؛ لأنه يحمل خريطة فلسطين".

وأوضحت الأم أن ما جرى "تصرف مستهجن وغير مفهوم"، مضيفة بأن نائبة المديرة قالت لها إن "هذه الرموز غير مسموح بها"، وهو ما أثار استياءها الشديد، خاصة أن المدرسة تابعة أصلاً لـ"أونروا" وتستقبل طلاباً فلسطينيين.

وأشارت إلى أن بعض الأهالي توجهوا إلى المدرسة احتجاجاً على ما وصفوه بـ"تجاوز لصلاحيات الإدارة ونزع لحق الطلاب في التعبير عن هويتهم الوطنية"، معتبرين أن هذا التصرف "يأتي في سياق محاربة الانتماء والهوية الفلسطينية داخل مدارس الوكالة".

وبحسب الأهالي، كانت طالبات صفّ البريفيه قد اتفقن منذ مدة على شراء جاكيتات تحمل خريطة فلسطين لارتدائها فوق المريول مع قدوم فصل الشتاء، لكنهن فوجئن بدخول نائبة المديرة إلى الصف، وطلب نزعها فوراً.

وقالت الأم إن إحدى الطالبات توجهت إلى الإدارة مطالبة بعقد لقاء مع مدير التعليم لمعرفة الأساس الذي يستند إليه هذا القرار، والتأكيد على أن "لا أحد يملك الحق في منع الطالبات من ارتداء جاكيتات تحمل رموز فلسطين".

وفي المقابل، خرجت دعوات في عدد من المخيمات الفلسطينية تدعو طلاب  "أونروا" لارتداء الكوفية الفلسطينية داخل المدارس، في رسالة احتجاجية على ما اعتبروه "منعاً غير مبرر للرموز الوطنية الفلسطينية داخل مؤسسات الوكالة"

وأدان التجمّع الشبابي الفلسطيني في مخيم البداوي ما اعتبره محاولة لقمع الرموز الوطنية داخل مدارس "أونروا" في لبنان، وذلك عقب مطالبة إدارة مدرسة رفيديا إحدى الأسر بإحضار جاكيت بديل لابنتهم الطالبة بحجة احتوائه على خريطة فلسطين صغيرة، ملوّحة بنزعه إن لم يستبدل.

وأوضح التجمّع أن الخطوة تشكّل سابقة خطيرة تستهدف طمس الهوية الوطنية الفلسطينية وتجاوزًا على حق الطلاب في التعبير عن انتمائهم الوطني، مؤكدًا أن القضية لا تتعلق بقطعة لباس، بل بـجوهر الهوية الفلسطينية.

ودعا التجمّع طلاب مدارس "أونروا" إلى ارتداء الكوفية الفلسطينية، وحمل خريطة فلسطين، ورفع العلم الفلسطيني داخل الصفوف والساحات، مشددًا على أن الرموز الوطنية ليست تهمة، وأن الهوية الفلسطينية خط أحمر لا يخضع للمساومة.

كما جدّد مطالبته بـإقالة إدارة "أونروا" برئاسة دورثي كلاوس، محمّلًا الوكالة مسؤولية أي إجراءات تقييدية تستهدف الهوية الوطنية في المدارس.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد