يواصل جيش الاحتلال خرق اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة عبر قصف مدفعي وغارات متصاعدة، أسفرت منذ صباح اليوم الاثنين 17 تشرين الثاني/نوفمبر عن استشهاد فلسطينيَين وإصابة آخرين في مناطق متفرقة، تزامنًا مع تدهور كارثي في الأوضاع الإنسانية التي يعيشها مئات آلاف النازحين داخل الخيام وسط البرد والأمطار.
واستشهد فلسطيني برصاص طائرة مسيّرة "إسرائيلية" في بلدة بيت لاهيا شمال غرب قطاع غزة، في خرق جديد للتهدئة، فيما قصفت مدفعية الاحتلال مخيم جباليا شمال القطاع.
وفي حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، ارتقى طفل وأصيب عدد من الفلسطينيين بعد أن ألقت طائرة "إسرائيلية" من نوع "كواد كابتر" قنبلة على مجموعة من المدنيين. كما أُبلغ عن إصابات أخرى بنيران مسيّرة في المنطقة نفسها، وفق مصدر في المستشفى المعمداني.
وشنّ جيش الاحتلال سلسلة غارات جوية ترافقت مع عمليات نسف واسعة لمبانٍ سكنية خلف ما يعرف بالخط الأصفر في حي الشجاعية، إضافة إلى قصف مدفعي مكثف وعمليات نسف لمبانٍ شرقي خان يونس والمناطق الشرقية لمخيم البريج.
وبحسب آخر حصيلة، ارتفع عدد الشهداء منذ بدء اتفاق وقف إطلاق النار في 11 تشرين الأول/أكتوبر إلى 268 شهيدًا، إضافة إلى 635 مصابًا، بينما جرى انتشال 548 جثمانًا من تحت الأنقاض خلال الفترة نفسها.
كارثة إنسانية: آلاف الأسر في الخيام تحت المطر والبرد
وتتزامن الخروقات العسكرية مع تدهور خطير في الوضع الإنساني، حيث يعيش مئات الآلاف من النازحين في خيام لا توفر الحد الأدنى من الحماية من المطر والبرد القارس.
وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" من تفاقم المخاطر الصحية على الأطفال، مشيرة إلى أنهم أصبحوا أكثر عرضة للأمراض بسبب ظروف النزوح القاسية، فيما لا تزال مواد الإيواء التي أعدتها المنظمة عالقة خارج قطاع غزة بانتظار الموافقات "الإسرائيلية".
من جانبها، أكدت وكالة "أونروا" أن لديها تجهيزات إيواء تكفي لمليون و300 ألف نازح لكنها غير قادرة على إدخالها، مشيرة إلى أن الوضع الحالي "أخطر من العام الماضي".
وفي منطقة المواصي غرب خان يونس، التي تضم أكبر تجمع للنازحين، تسببت موجة الأمطار الأخيرة في تضرر نحو 93% من الخيام، وفق المكتب الإعلامي الحكومي، ما أدى إلى تشريد آلاف العائلات مجددًا في العراء.
حماس: نحمّل الاحتلال مسؤولية الكارثة الإنسانية
وفي هذا السياق، دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الدول الضامنة للاتفاق إلى الضغط على الاحتلال لإلزامه بتنفيذ البروتوكول الإنساني وفتح المعابر.
وأكدت الحركة في بيان مقتضب أن الكارثة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة تفرض تحركًا عاجلًا لإنقاذ المدنيين وإدخال المساعدات والخيام، محمّلة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استمرار خروقاته لاتفاق إنهاء الحرب في غزة.
