شهدت مملكة البحرين إنجازاً رياضياً لافتاً حمل توقيع مخيم البداوي، بعدما برز أبطاله ضمن صفوف المنتخب الفلسطيني في الشتات خلال التصفيات النهائية للبطولة العربية لقوة الرمي/ البحرين 2025، التي جمعت 12 دولة عربية و107 لاعبين في واحدة من أقوى المنافسات الإقليمية.

الوفد الفلسطيني قدّم حضوراً استثنائياً، إذ عكس أداء اللاعبين روح الإصرار التي تميّز أبناء المخيمات، ونجحوا في تحويل مشاركتهم إلى مساحة مضيئة رفعت اسم فلسطين عاليًا فوق منصّات التتويج.

إنجازات ملوّنة بالذهب والبرونز

و سجّل اللاعب هيثم إسماعيل حضوراً قوياً تُوّج بإحراز ذهبية فئة الـLight Powe إضافة إلى برونزية الـ Full Power بعد مواجهات عنيفة مع لاعبين من دول عربية مختلفة، كما واصل زميله محمد الطيب تألقه بالوصول إلى نهائي الفئتين عن جدارة.

وفي الفئات الأخرى، حقّق اللاعبان باسل قشقوش وأنس عبد العزيز برونزيتين في الـLight Power، وتمكنا من بلوغ الأدوار النهائية بفئة الـFull Power، في حين خطف هادي محمد الأضواء بعدما قدّم أداءً استثنائيًا مكّنه من انتزاع ذهبية الـFull Power عبر سلسلة من الضربات القاضية التي أنهى بها جميع جولاته، في إنجازٍ أثار إعجاب المتابعين.

ويُجمع اللاعبون على أنّ هذا التألق لم يكن ليكتمل لولا الجهود المكثفة للمدرب الدولي هيثم اللبابيدي الذي أسهم في إعداد الفريق خلال المرحلة التحضيرية، وواصل نهجه في اكتشاف وصناعة نجوم من داخل مخيمات الشتات، ودفعهم للوصول إلى ساحات البطولات العربية والدولية.

هادي بسام محمد… رحلة بدأت من نادي الخليل ووصلت للمنصات العالمية

اللاعب الشاب هادي بسام محمد (مواليد 2008) استعاد مسيرته التي انطلقت عام 2017 داخل نادي الخليل الرياضي، حيث حصد المركز الأول في أول بطولة يخوضها، قبل أن ينطلق في مسار مليء بالبطولات المحلية والدولية.

يقول هادي لبوابة للاجئين الفلسطينيين: "من وقتها الحمدلله ربنا أكرمني وخضت بطولات محلية ودولية كثيرة… قدرت أنافس أبطال سبقوني بسنين، وخطفت منهم ألقاب مهمة، أبرزها بطولة كأس العالم 2018، وبعدها برونزية القارات في مصر."

ويضيف في حديثه من البحرين: "اليوم حققت المركز الأول في البطولة العربية لقوة الرمي والدفاع عن النفس. وبدي أوجّه شكر كبير للمدرب الدولي هيثم لبابيدي… وللاتحاد الفلسطيني ممثلًا بالأستاذ نزار طالب اللي دعمنا وفتح الطريق إلنا لنطلع من مخيمات الشتات لبطولات عالمية." ويختتم: شكراً لأهلي وأصحابي وأبناء مخيمنا على دعمهم… والقادم أجمل بإذن الله."

هيثم إسماعيل… "ذهبيتي رسالة باسم فلسطين"

أما اللاعب هيثم إسماعيل من مخيم البداوي، فاعتبر مشاركته في البطولة العربية السابعة واجباً وطنياً بقدر ما هي استحقاق رياضي.

ويقول إسماعيل لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: "شاركت ممثلاً لفلسطين… البلد الجريح الذي يعيش يومياً تحت ظروف صعبة. مشاركتي كانت رسالة أكثر مما هي حضور رياضي."

ويتابع: "واجهت لاعبا بحرينياً وآخر كويتي، والحمدلله قدرت أرفع اسم فلسطين بميدالية ذهبية وأخرى برونزية. الفلسطيني رغم الألم والحصار… قادر ينافس وينتصر."

ويضيف: "المخيم هو مدرستي ومصدر قوتي… وكل إنجاز أهديه لفلسطين ولأهلنا في غزة، ولمخيمنا الذي ربّانا على الإرادة والصبر."

رسالة المخيمات… فلسطين حاضرة في كل الميادين

وتُعد نتائج أبطال مخيم البداوي مؤشراً جديداً على قدرة شباب المخيمات الفلسطينية على انتزاع مواقع متقدمة في البطولات العربية والدولية رغم ظروف اللجوء والتحديات اليومية. وما تحقق في البحرين يحمل رسالة واضحة ومفادها: الهوية الفلسطينية ثابتة، وأبناء المخيمات قادرون على انتزاع الذهب كما ينتزعون حقهم في الحياة… ويثبتون أن فلسطين تنتصر حتى بالرياضة.