شهدت الضفة الغربية خلال الساعات الأخيرة تصعيدًا واسعًا في اعتداءات المستوطنين واقتحامات قوات جيش الاحتلال، تخلّلها اندلاع مواجهات عنيفة، ولا سيما في بلدة بيت أمر شمالي مدينة الخليل، مسقط رأس منفّذي عملية "غوش عتصيون"، حيث اعتقل الاحتلال ذوي الشهيدين وطرد عائلتيهما تمهيدًا لهدم منزليهما، تزامنًا مع حملات المداهمة العنيفة للبلدات الفلسطينية وسط تصاعد خطير لهجمات المستوطنين.
وكانت قوات الاحتلال قد أغلقت منزل عائلة الشهيد وليد صبارنة في بيت أمر بعد لحامه بالحديد ومنع أفراد العائلة من العودة إليه، فيما واصلت تنفيذ عمليات تخريب واسعة لمحتويات المنزل والاعتداء بالضرب على أفراد العائلة.
وفي الخليل أيضًا، داهمت قوة "إسرائيلية" منزل عائلة الشهيد عمران الأطرش (18 عامًا)، وحطّمت محتوياته ومنعت إقامة بيت عزاء له، واعتقلت والده، وفق ما نقل شهود عيان.
كما شهدت بلدة بيت أمر مواجهات عنيفة عقب إغلاق مدخلها الرئيسي؛ حيث استخدمت قوات الاحتلال الرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز، ما أسفر عن إصابات بالاختناق، إضافة إلى محاصرة المصلّين داخل مسجد بيت أمر الكبير ومنعهم من المغادرة بعد صلاتَي المغرب والعشاء.
وخلال الاقتحامات، أخذت قوات الاحتلال قياسات منزلي الشهيدين صبارنة والأطرش، في خطوة تنذر بهدمهما لاحقًا، وسط تحقيقات ميدانية واسعة وتهديدات للعائلتين بمنع فتح بيوت عزاء.
وبحسب مصادر فلسطينية، نفّذ جيش الاحتلال حملة اعتقالات جماعية طالت أكثر من 100 فلسطيني خلال اقتحام وحصار بلدة بيت أمر، وجمعهم في ملعب البلدة وإخضاعهم لتحقيقات ميدانية عقب عملية "غوش عتصيون".
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت، مساء أمس، استشهاد الشابين عمران الأطرش ووليد صبارنة عقب إطلاق قوات الاحتلال النار عليهما قرب بيت لحم.
إصابة طفل بجروح خطيرة في جنين
وفي محافظة جنين، أصيب طفل فلسطيني يبلغ من العمر 14 عامًا بجروح خطيرة بعد إطلاق قوات الاحتلال الرصاص الحي على رأسه أثناء وجوده على نافذة منزله في بلدة اليامون.
وقالت جمعية الهلال الأحمر إن طواقمها نقلت الطفل إلى المستشفى وهو في حالة حرجة.
وفي طوباس، اقتحمت قوات الاحتلال مخيم الفارعة، ونشرت وحدات مشاة داخله، وداهمت عدة منازل دون الإبلاغ عن اعتقالات.
مستوطنون يكثّفون اعتداءاتهم في الضفة الغربية
وفي موازاة الاقتحامات، صعّد المستوطنون اعتداءاتهم في عدة مناطق؛ إذ هاجموا منازل وممتلكات الفلسطينيين في ترمسعيا شمال رام الله، وخلة السدرة قرب مخماس شرق القدس.
وفي شمال الضفة، رشق مستوطنون المركبات الفلسطينية بالحجارة على شارع "يتسهار" الاستيطاني جنوب نابلس، وحطّموا مركبة قرب حاجز زعترة.
محاولات لإدخال "قرابين حيوانية" إلى المسجد الأقصى
وفي القدس المحتلة، كشفت محافظة القدس أن 8 مستوطنين حاولوا، الثلاثاء، اقتحام المسجد الأقصى عبر باب الأسباط، وهم يحملون ماعزًا وثلاثة حمامات وأدوات صلاة يهودية، في محاولة لإدخال "قرابين" داخل المسجد.
وأكدت المحافظة أن ما جرى يشكّل تصعيدًا خطيرًا ضمن محاولات فرض طقوس توراتية في الحرم القدسي، مؤكدة أن المسجد الأقصى، بمساحته الكاملة البالغة 144 دونمًا، هو مكان عبادة خالص للمسلمين.
وكان مركز معلومات وادي حلوة أفاد بأن حراس الأقصى تمكّنوا من التصدي للمستوطنين، فيما اعتقلتهم شرطة الاحتلال لاحقًا.
وبحسب محافظة القدس، فقد اقتحم المسجد الأقصى أمس 215 مستوطنًا، إضافة إلى 565 سائحًا عبر بوابة السياحة "الإسرائيلية".
