يتواصل التصعيد "الإسرائيلي" في قطاع غزة، رغم مرور أكثر من أربعين يومًا على سريان وقف إطلاق النار، وسط ارتفاع أعداد الشهداء وصعوبات إنسانية متفاقمة يعيشها السكان في مختلف مناطق القطاع.
فقد أفاد مجمع ناصر الطبي باستشهاد نازح فلسطيني برصاص جيش الاحتلال "الإسرائيلي" خارج ما يُسمّى "الخط الأصفر" جنوبي مدينة خان يونس، وذلك بالتزامن مع قصف جوي ومدفعي مكثف يستهدف مناطق مختلفة من جنوب ووسط القطاع.
وأكد الدفاع المدني في غزة استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة آخرين، إثر قصف طائرات الاحتلال منزلًا في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس.
كما جددت قوات الاحتلال عمليات نسف مبانٍ سكنية داخل الخط الأصفر شرقي المدينة، في إطار توسّعها العسكري بالمنطقة.
وفي وسط القطاع، أفادت مصادر فلسطينية بأن آليات الاحتلال أطلقت النار شرقي مخيمي البريج والمغازي، فيما جددت المدفعية "الإسرائيلية" قصفها العنيف في تلك المناطق.
وفي جنوبي القطاع، شنّ الجيش "الإسرائيلي" غارات على مدينة رفح.
وأعلن جيش الاحتلال في بيان أنه قتل خمسة مقاومين زعم أنهم "خرجوا من نفق في منطقة الخط الأصفر" شمال حيّ الجنينة.
ونقلت إذاعة الجيش أن التقديرات تشير باحتمالية "مرتفعة جدًا" إلى أن المستهدَفين من عناصر كتائب القسّام، مشيرة إلى أن القوات "الإسرائيلية" تعمل منذ أسابيع على تدمير شبكة الأنفاق في المنطقة و"تضييق الخناق" على المقاتلين.
يونيسف: 67 طفلًا قُتلوا منذ بدء وقف إطلاق النار
وفي سياق آخر، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن ما لا يقل عن 67 طفلًا قُتلوا في غزة منذ بدء وقف إطلاق النار في 10 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بمتوسط طفلين يوميًا.
وحذّرت المنظمة من أن الأطفال بحاجة لفترة طويلة للتعافي من الصدمات النفسية الشديدة التي خلّفتها الحرب.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية "تيدروس أدهانوم غيبريسوس": إن التعافي النفسي للأطفال لن يكون سريعًا، مؤكدًا أن الهدنة الحالية أفسحت لهم مجالًا ضيقًا للعب والتنفس، لكن الصدمة والحزن والطفولة الممزقة تحتاج وقتًا أطول للشفاء.
الأزمة الإنسانية: منع المساعدات وتدهور الخدمات الأساسية
وتتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع في ظل استمرار الاحتلال في منع دخول المساعدات حيث قال المتحدث باسم "يونيسف" كاظم أبو خلف: إن "إسرائيل" رفضت 23 طلبًا قدّمتها 9 جهات إنسانية منذ بدء وقف إطلاق النار، ما يعرقل وصول الغذاء والدواء لسكان القطاع.
بدوره، حذّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" من تدهور الوضع المعيشي، مشيرًا إلى غياب نظام مناسب للتخلص من النفايات البشرية، واضطرار آلاف النازحين لاستخدام البحر كمرحاض.
كما لفت إلى مخاطر ارتفاع مستوى الأمواج التي تدفع المياه إلى داخل مناطق الخيام، فيما أطاحت الرياح القوية بعدد منها.
برنامج الغذاء العالمي: شتاء قاسٍ وغلاء معيشي خانق
وقال برنامج الغذاء العالمي: إن العائلات في غزة تواجه ظروفًا أشد قسوة مع دخول فصل الشتاء، في ظل نقص السيولة المالية وارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق.
وأشار البرنامج إلى أن بعض السلع والخضروات والفواكه دخلت القطاع مؤخرًا، إلا أن أسعارها المرتفعة تجعلها بعيدة عن متناول معظم السكان، الذين يعجز كثير منهم عن توفير حاجياتهم الأساسية، رغم استمرار الهدنة.
