أعاد مشهد المجزرة التي ارتكبها طيران الاحتلال "الاسرائيلي" في مخيم عين الحلوة وارتقى على اثرها 13 شهيداً كانوا يلعبون كرة القدم في منشأة مدنية ورياضية، إلى الأذهان صور المجازر المتكررة بحق المدنيين داخل قطاع غزة.

التشييع الحاشد الذي جاب شوارع المخيم تحوّل إلى عرس وطني امتزجت فيه دموع الفقد مع هتافات الغضب والتمسك بالحق.

"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" واكب مراسم التشييع، واستطلع آراء ناشطين وقيادات شاركوا في وداع الشهداء، حيث أجمع المتحدثون على أن الجريمة ليست حادثاً معزولاً، بل حلقة جديدة من سلسلة استهداف ممنهج يطال الفلسطينيين في داخل فلسطين والشتات.

استفتاء على نهج المقاومة

الناشط الفلسطيني محمد حسون رأى أن مشهد التشييع يمثل "استفتاءً شعبياً على نهج المقاومة"، مؤكداً أن الاحتلال يعيش في حرب دائمة مع الفلسطينيين أينما وجدوا.

وقال لموقعنا: "اليوم مخيم عين الحلوة فيه استفتاء لهذا النهج، نهج المقاومة والطريق الصحيح نحو فلسطين. العدو الإسرائيلي في حرب دائمة مع شعبنا بالداخل والشتات. رغم الألم والحزن الكبير، إلا أننا ثابتون وشامخون. ما حصل اليوم يؤكد لنا كلاجئين أننا يجب أن نكمل بهذه الطريقة ونواصل المعركة مع العدو الإسرائيلي."

Screenshot 2025-11-21 185255.png

أما أبو علي حمدان، مسؤول الجبهة الشعبية في المخيم، فحمّل الاحتلال المسؤولية الكاملة، رابطاً بين ما حدث في عين الحلوة وما يجري في غزة، وقال: "ليس بعيداً عنكم ما ارتكبتموه في غزة… قتلتم الأطفال والنساء والشيوخ ودمرتم الحجر لتجعلوا من شعب فلسطين يرضخ لإملاءاتكم. وكانت رسالة الشعب الفلسطيني واضحة: لا للتهجير، لا للاستسلام، نعم للمقاومة… نعم للمقاومة."

أما الناشط محمد أبو ليلى شدّد على أن التشييع تجاوز حدود المخيم، ليصبح موقفاً وطنياً جامعاً: وقال:"ما يشهده مخيم عين الحلوة اليوم ليس حشداً محصوراً بالمخيم، بل بكل المخيمات الفلسطينية، وحتى الجانب اللبناني شارك في هذا العرس الوطني الكبير. هذا المشهد المهيب رسالة للجميع بأننا متمسكون بخيارنا: خيار المقاومة، خيار الجهاد، خيار الاستشهاد… حتى التحرير إن شاء الله."

من لبنان إلى غزة .. المشروع الإسرائيلي واحد

من جانبه، اعتبر الكاتب الفلسطيني ظاهر صالح أن استهداف الفتية في المخيم جزء من المشروع نفسه الذي يُنفّذ في غزة وأكّد: "نعتبر ما حصل في مخيم عين الحلوة امتداداً لما حصل في غزة من حرب إبادة. الأمر ليس مفصولاً عما يجري هناك. ضرب المخيمات، وتحديداً هذا المخيم، يأتي في سياق واحد من محاولة كسر روح الشعب الفلسطيني."

وارتفعت الأعلام الفلسطينية فوق نعوش الفتية الـ13، فيما سار الأهالي خلفها بين زغاريد الوداع وصرخات الغضب.

مشاهد التشييع أكدت أن جريمة الاحتلال لن تُرهب اللاجئين، وأن المخيم الذي احتضن عشرات المجازر على مدى عقود لا يزال يرفع صوته ضد سياسات محو اللاجئين والممتدة على مدى أكثر من 7 عقود.

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد