حذّرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" اليوم الأربعاء 26 تشرين الثاني/ نوفمبر، من تفاقم معاناة آلاف النازحين قسراً في قطاع غزة مع اقتراب فصل الشتاء، وسط استمرار تداعيات حرب الإبادة التي شنتها "إسرائيل" على القطاع للعام الثاني على التوالي.
وأكدت الوكالة، عبر موقعها الرسمي، أنّ عشرات الآلاف من المهجّرين يواجهون صعوبات بالغة في العثور على مأوى آمن، ولا يملكون سوى نصب خيام بدائية في ظل نقص حاد في مواد الإيواء التي وصفتها بأنها "مرتفعة وحرجة".
وبحسب "أونروا" يعيش أكثر من79 ألف نازح داخل 85 مركز إيواء تديرها الوكالة في مختلف مناطق القطاع، وسط ظروف إنسانية تزداد تدهوراً مع انخفاض درجات الحرارة وقدوم موسم الأمطار.
وفي مخيم النصيرات، عبّرت إحدى النازحات عن عمق المأساة الانسانية وقالت: "تعالوا وانظروا إلينا كيف نعيش في غزة؛ تعالوا لتروا حال الفقراء تحت المطر، وكيف نعيش في خيام ليست حتى خيامًا، بل أشبه بالزرائب. إن الحيوانات تعيش أفضل منا. ارحمونا، انظروا إلينا، نحن نناشدكم بالله، يا أهل العالم".
وأضافت النازحة أنّ الناس في العالم تستعد للشتاء وتتدفأ، "أمّا نحن فلا أحد يساعدنا، كيف سندفئ أطفالنا؟ من أين نهيئ أنفسنا للبرد؟ لا نطلب المستحيل، بل نطلب فقط أن ينظر العالم إلى غزة، أن يرحمونا ويقفوا معنا، ويساندوا أطفالنا وشيوخنا. والله لقد تعبنا". وختمت مشيرة إلى أطفالها وهم بملابس خفيفة لم تقيهم مياه الأمطار ولا البرد القارس: :هؤلاء أطفالنا… كانوا هنا يلعبون. انظروا إليهم يا عالم".
من جانبه، حذّر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة "ستيفان دوجاريك"، مساء أمس، من أنّ آلاف العائلات الفلسطينية النازحة تواجه خطر الفيضانات داخل ملاجئ تفتقر إلى أدنى مقومات الحماية، مؤكداً أنّ السكان معرضون للخطر بشكل كبير، بسبب سوء الأحوال الجوية، في ظل استمرار القيود "الإسرائيلية" التي تعرقل دخول المساعدات الحيوية وتعطّل عمل منظمات الإغاثة.
وشهد قطاع غزة، يوم أمس، منخفضا جوياً مصحوباً بأمطار غزيرة أدّى إلى غرق عشرات الخيام في منطقة المواصي بمدينة خان يونس، وفي مخيمي البريج والنصيرات وسط قطاع غزة، وكذلك في مخيم جباليا شماله في مشهد نأساوي يعيد التحذيرات من قرب وقوع كارثة إنسانية مع تفاقم سوء الطقس.
ويقدّر مختصون أنّ قطاع غزة بحاجة إلى نحو 300 ألف خيمة ووحدات سكنية مسبقة الصنع لتأمين الحد الأدنى من المأوى للسكان، في ظل الدمار الواسع الذي لحق بالبنية التحتية خلال عامين من حرب الإبادة "الإسرائيلية".
