اختتم المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" "فيليب لازاريني"، زيارته الرسمية إلى لبنان الأربعاء 26 تشرين الثاني/ نوفمبر، محذّراً من عجز مالي يقترب من 200 مليون دولار تواجهه الوكالة مع نهاية الربع الأول من العام المقبل، ومؤكداً أن استمرار هذا العجز يهدد الخدمات الأساسية التي تقدّمها الوكالة ويهدد تبعاً لذلك الاستقرار داخل مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.

وجاءت زيارة لازاريني، التي رافقته خلالها مديرة شؤون "أونروا" في لبنان دوروثي كلاوس، في إطار التواصل الدوري مع أقاليم عمليات الوكالة والحكومات المضيفة.

والتقى المفوض العام، كبار المسؤولين اللبنانيين والفلسطينيين، وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية جوزاف عون، رئيس الحكومة نواف سلام، رئيس مجلس النواب نبيه بري، وزير الخارجية يوسف رجّي، رئيس لجنة الحوار اللبناني–الفلسطيني رامز دمشقية، وسفير السلطة الفلسطينية في لبنان محمد الأسعد، كما عقد اجتماعاً مع عدد من كبار موظفي الوكالة في لبنان.

وقدّم "لازاريني" خلال اللقاءات تحديثاً شاملاً حول الوضع الإنساني الكارثي في غزة، إضافة إلى استعراض التحديات التشغيلية والمالية المتفاقمة التي تواجه الوكالة في الأقاليم كافة، مشدداً على أن "أونروا" تواصل رغم هذه الظروف تقديم خدماتها الأساسية، لا سيما في التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية للاجئين الفلسطينيين في لبنان والمنطقة.

وأكد أن استمرار دعم "أونروا" السياسي والمالي بات ضرورة لمنع انهيار الخدمات الحيوية التي تعتمد عليها إحدى أكثر المجتمعات هشاشة في المنطقة، مشيراً إلى أن زيارته شكّلت فرصة لتعزيز الدعم اللبناني المستمر للوكالة في جهود المناصرة وحشد التمويل.

وتناول النقاش أيضاً الغارات الجوية "الإسرائيلية" المستمرة على لبنان، بما في ذلك تلك التي طالت مخيم عين الحلوة الأسبوع الماضي، إلى جانب الجهود المبذولة لاحتواء أي تصعيد يمكن أن ينعكس سلباً على المخيمات والمجتمعات المحيطة بها.

كما بحث "لازاريني" والمسؤولون اللبنانيون والفلسطينيون ملف حقوق اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، ومن بينها العمل في قطاعات معينة وملكية المشاريع التجارية، ضمن مساعٍ لتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للاجئين.

وتعقيبا على الزيارة، قالت مديرة شؤون "أونروا" في لبنان، "دوروثي كلاوس": إنها "تأتي في ظروف حرجة للأونروا واللاجئين الفلسطينيين".

وأكد المسؤولون اللبنانيون والفلسطينيون الذين التقاهم "لازاريني" أن استمرار وجود "أونروا" يُعدّ ركيزة أساسية للحفاظ على الاستقرار داخل مخيمات اللاجئين في ظل الظروف الإقليمية المتوترة.

وخلال الزيارة، قام المفوض العام بجولة ميدانية في مخيم ضبية فقط حيث تلقى إحاطة مفصلة حول التحديات التي تواجه المخيم والخدمات التي تقدّمها الوكالة لسكانه.