على الرغم من المناشدات السابقة التي اطلقها سكان مبنى جيفارا في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين جنوب بيروت بشأن المبنى المهدد بالانهيار والذي يسكنونه منذ سنوات ، ها هم اليوم يغادرونه خوفاً من أن يُبحث عنهم لاحقاً بين الردم والرمال، حيث يصف أحد الساكنين أن السقف "معلق على قشة" وقد ينهار في أي لحظة.

تفاصيل القصة أن سكان المبنى استيقظوا صباح اليوم الأحد على صوت انهيار شرفة الدرج وتآكل الجدران حيث ساعدت الأمطار الغزيرة والرياح العاتية على انهيارها، لتبدأ العائلات القاطنة في المبنى البحث عن مكان اخر يؤويها خلال الشتاء ويكون أكثر أمناً.

تواصل موقع بوابة اللاجئين الفلسطينيين مع عائلة محمد فواز، وهي إحدى العائلات التي ستغادر المبنى، كما أنها عائلة من فلسطيني سوريا قدمت من مخيم اليرموك ويسكن أفرادها المبنى منذ ثلاث سنوات ، ويقول محمد فواز لموقعنا : إن الطابق السادس والسابع في المبنى على شفا الانهيار التام بعد سقوط أجزاء من السقف وانهيار شبه كامل لشرفة الدرج.

ويضيف: هذا المبنى لن يتحمل والأفضل المغادرة بأسرع وقت قبل أن نقع في المحظور ويتم البحث عنا بين الردم والحجارة ، نحن نخاف على أطفالنا قد تقع مجزرة في حال انهيار المبنى، فهناك اكثر من عشر عائلات تسكن المبنى وهذا يهدد حياتهم جميعا.

سكان المبنى أطلقوا في السابق نداءات عدة ومناشدات لوكالة "أونروا" والفصائل ومنظمة التحرير واللجان الشعبية والروابط الأهلية من أجل ترميم المبنى أو إعادة إعماره، ولكن دون جدوى، لتأتي العاصفة المطرية قبل أيام وتجلب معها انهيارات داخل المبنى ما أدى إلى فزع القاطنين فيه.

ينبّه قائلاً، أمس انهارت شرفة الدرج ولكن اليوم قد ينهار المبنى بأكمله وقد تحدث الكارثة ، لافتا الى انهيار المبنى لا يؤثر فقط على قاطنيه بل هو يهدد حياة المباني المجاورة، مناشداً جيرانه في الحي من أجل الاجتماع وإيجاد حل لهذا الخطر.

وبهذا يعود ملف المباني الآيلة للسقوط في مخيم شاتيلا للواجهة من جديد، حيث حذرت اللجنة الشعبية سابقاً من خطر انهيار 15 مبنى آيلاً للسقوط في المخيم، ففي أعقاب الزلزال الذي ضرب المنطقة في شباط/فبراير 2023، قام اتحاد المهندسين الفلسطينيين بالتعاون مع اللجنة الشعبية بعملية مسح للمباني في مخيم شاتيلا، وعليه، كشف المهندس ناجي دوالي، أنّ هناك حوالي 15 مبنى في المخيم مهدد بانهيار سلالمه، وبعضها مائل بشكل خطير.

وأشار دوالي، إلى أن تقريراً مفصلاً حول هذه المباني، يتضمن صوراً ووثائق، تم تقديمه لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" ، لكن الأخيرة لم تستجب حتى الآن، مضيفاً أنّ الوكالة لم ترمم أي مبنى منذ العام 2022.

اقرأ/ي أيضاً: انهيار درج مبنى في مخيم شاتيلا واللجنة الشعبية تحذر من خطر انهيار 15 مبنى آخر