انهار درج مبنى مهدد بالسقوط في مخيم شاتيلا للاجئين الفلسطينيين في العاصمة اللبنانية بيروت ليل أمس السبت 7 أيلول/ سبتمبر، في المنطقة المعروفة بـ "حي الصدمة"، ما أدى إلى وقوع إصابة طفيفة، وسط مخاوف من انهيارات إضافية قد تطال مبانٍ أخرى في المخيم.
وأفاد مراسل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" في المخيم، أن المبنى الذي تعرض لانهيار درجه، مأهول بالسكان، وكان أحد المباني المصنفة "خطرة" في المخيم بسبب تهالكه.
وأوضح أن فرق الدفاع المدني هرعت إلى الموقع فور تلقي البلاغ، حيث أخلت المبنى وإزالة الأنقاض، كما نقل مسعفو "جمعية الشفاء الإنسانية" أحد السكان الذي أصيب إصابة طفيفة نتيجة انهيار الدرج.
وفي تصريح له، أكد المهندس ناجي دوالي، أمين سر اللجنة الشعبية في مخيم شاتيلا، أن هذا الانهيار هو نتيجة واضحة للإهمال المستمر في معالجة قضية البناء العشوائي في المخيم، محذراً من أنّ 15 مبنى في المخيم مهددة بالسقوط.
وأوضح دوالي أن تقريراً شاملاً تم إعداده في عام 2011 حول الأبنية العشوائية في المخيم، وتم تسليمه إلى جميع الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية، وحذّر بشدة من المخاطر التي قد تنجم عن الاستمرار في البناء دون إشراف هندسي.
وأضاف دوالي: "في ذلك الوقت، حذرنا من أن استمرار البناء العشوائي دون إشراف هندسي قد يؤدي إلى انهيارات مستقبلية، لكن لم يتم اتخاذ أي إجراءات فعلية، ولم يلق التحذير أي استجابة."
وفي أعقاب الزلزال الذي ضرب المنطقة في شباط/فبراير 2023، قام اتحاد المهندسين الفلسطينيين بالتعاون مع اللجنة الشعبية بعملية مسح للمباني في مخيم شاتيلا، وعليه، كشف المهندس دوالي، أنّ هناك حوالي 15 مبنى في المخيم مهددة بانهيار سلالمها، وبعضها مائل بشكل خطير.
وأشار دوالي، إلى أن تقريراً مفصلاً حول هذه المباني، يتضمن صوراً ووثائق، تم تقديمه لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، لكن الأخيرة لم تستجب حتى الآن، مضيفاً أنّ الوكالة لم ترمم أي مبنى منذ العام 2022.
وأشار دوالي إلى أن إحدى المشاكل الرئيسية التي تؤدي إلى تهالك المباني في شاتيلا هي تسرب المياه المالحة على أسقف المباني، مما يسبب تآكل الحديد وتفسيخ السلالم والأسقف، وهو ما حدث في المبنى الذي انهار فيه الدرج يوم أمس. وأكد دوالي أن المشكلة تتفاقم مع مرور الوقت دون أي تدخل.
وشدد دوالي على أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع، بما في ذلك سكان المباني المتضررة وأصحابها.
وأوضح أن اللجنة الشعبية واتحاد المهندسين الفلسطينيين طلبوا من السكان تزويدهم بأسماء المباني المتضررة لتُجْرَى عمليات الكشف عليها، وأُرسلت التقارير إلى وكالة "أونروا" لكن منذ عام 2021، لم تقم الوكالة بترميم أي مبنى في المخيم.
وأكد دوالي أن الوكالة أفادت بأن ترميم السلالم ليس من مسؤولياتها، وأنها تقتصر فقط على ترميم الشقق من الداخل.
وشدد دوالي على أهمية التعاون بين سكان المباني لترميم السلالم، مشيراً إلى استعداد اتحاد المهندسين لتقديم الدعم الفني اللازم، ودعا السكان إلى التحرك سريعاً قبل وقوع كوارث إضافية.
وفي العام 2022، أضاء بوابة اللاجئين الفلسطينيين، على مخاطر كبيرة تحيط بمبنى "أبو عماد الأردني" الذي يضم أكثر من 10 عائلات فلسطينية، مهدداً بالانهيار وسط المخيم.
وجاء في تقرير هندسي وصل لـ " بوابة اللاجئين الفلسطينيين" حينها، وأعدّه المهندس في اللجنة سامي شحادة، إنّ المبنى قد تعرّض لأوزان كبيرة جداً، وتفسيخ وسقوط كتل الباطون، وظهور حديد التسليح الصدئ، وبعد دراسة الأوزان والجسور والأعمدة والركائز، في الطابق الأرضي، تبين أنّ المبنى معرّض للتشريخ والهبوط والإزاحة من جهة الدرج. وأكّد أنّ وضعه خطير جداً.
موضوع ذو صلة: تقرير هندسي يحذّر من حتمية سقوط قريب لمبنى في شاتيلا يؤوي عشرات العائلات
الجدير ذكره، أنّ العديد من المباني الآيلة للسقوط، تهدد المباني المجاورة لها، حيث يعاني مخيّم شاتيلا من تلاصق المباني وتهتكها، وكان الأهالي قد قدموا عريضة موقعة بأسمائهم لكافة المعنيين، من أجل تدارك الكارثة المحدقة.
تجدر الإشارة، إلى أنّ نحو 5500 منزل في كلّ المخيمات الفلسطينية في لبنان بحاجة إلى ترميم وفق الإحصائيات الأخيرة التي أجرتها "أونروا" حسبما أفادت المتحدثة باسم الوكالة هدى السمرا لـ “بوابة اللاجئين الفلسطينيين" قبل نحو عامين، مرجعة التأخر في الترميم لعدم توفّر تمويل الذي يتم بتمويل المشاريع من الدول المانحة، وليس عبر الموازنة العامّة للوكالة.
شاهد/ي :مئات المنازل الآيلة للسقوط في مخيم شاتيلا تنتظر دورها في الترميم