شهد قطاع غزة تصعيدًا "إسرائيليًا" جديدًا مساء اليوم الأحد 19 تشرين الأول/ أكتوبر أدى إلى استشهاد عدد من الفلسطينيين بينهم نجل صحفي وإصابة آخرين، إثر قصف الاحتلال مناطق متفرقة من وسط وجنوب القطاع، في وقت حذرت فيه وكالة "أونروا" من تفاقم معاناة الأطفال المحرومين من التعليم في ظل الدمار المستمر.
وأفادت مصادر محلية بأن قصفاً من مسيرة "إسرائيلية" استهدف خيمة في منطقة الشاليهات جنوب غرب بلدة الزوايدة وسط القطاع، أدى إلى استشهاد اثنين على الأقل، أحدهما نجل صحفي، وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.
وفي خان يونس جنوبي قطاع غزة، استشهدت سيدتان وأصيب عدد من الأطفال بعد استهداف خيمة للنازحين قرب مدينة أصداء، فيما أفاد مصدر طبي في مستشفى العودة باستشهاد ثلاثة فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف مماثل استهدف مخيم النصيرات وسط القطاع.
ومع ارتقاء الشهداء الجدد، ارتفع عدد الشهداء إلى أكثر من عشرة منذ صباح اليوم في استمرار للخروقات "الإسرائيلية" لوقف إطلاق النار المعلن منذ 11 أكتوبر الجاري.
ووفق وزارة الصحة الفلسطينية، بلغت حصيلة ضحايا حرب الإبادة "الإسرائيلية" منذ 7 أكتوبر 2023 أكثر من 68,159 شهيدًا و170,203 جرحى، فيما استُشهد 51 فلسطينيًا وأصيب أكثر من 150 آخرين منذ قرار وقف الحرب، وتم انتشال جثامين 414 شهيدًا واستلام 15 جثمانًا محتجزة لدى الاحتلال غير معروفة الهوية.
اقرأ/ي أيضاً: خروقات جديدة لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وسلسلة غارات على رفح
وفي سياق متصل، نقلت القناة 12 "الإسرائيلية" عن مسؤول أميركي قوله: إن إسرائيل أبلغت واشنطن مسبقًا قبل تنفيذ ضرباتها الأخيرة في غزة، زاعمةً أنها جاءت ردًا على ما وصفته بخرق حماس للاتفاق.
من جهتها، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس أنها عثرت على جثة أسير إسرائيلي خلال عمليات البحث الجارية في مناطق مدمرة داخل القطاع، مؤكدة أنها ستسلم الجثة عندما تسمح الظروف الميدانية بذلك، محذّرة في الوقت نفسه من أن أي تصعيد عسكري جديد سيعرقل عمليات البحث وانتشال الجثامين.
اقرأ/ي أيضاً: تهديدات "إسرائيلية" باستئناف حرب الإبادة على غزة ونتنياهو يرفض فتح معبر رفح
"أونروا": أطفال غزة يواجهون حرماناً غير مسبوق من التعليم
وفي خضم هذا التصعيد، حذر "فيليب لازاريني" المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من أن أطفال غزة يواجهون حرمانًا غير مسبوق من التعليم وسط الدمار والصدمات النفسية.
وقال في بيان إن: "استئناف التعليم سيجلب الأمل والتعافي والاستمرارية في خضم الدمار، لكن الفشل في تحقيق ذلك سيزرع مزيدًا من اليأس والتطرف".
وأوضح "لازاريني" أن الوكالة تعمل على توسيع مساحات التعليم المؤقتة التي أُنشئت خلال الحرب ليستفيد منها أكثر من 60 ألف طفل نازح، مضيفًا أن نحو 300 ألف طفل سيتلقون دروسًا أساسية عن بُعد بدعم من معلمي الأونروا.
كما دعا إلى إدخال آلاف الخيام والأغطية البلاستيكية بشكل عاجل لحماية الأطفال من البرد القارس مع اقتراب فصل الشتاء.
وأكد المفوض العام أن أغلب المدارس في قطاع غزة دُمرت أو تضررت بشدة، وأن إعادة بنائها ستتطلب وقتًا وموارد ضخمة، مشددًا على أن التعليم لا يمكن أن ينتظر في ظل الظروف الإنسانية الكارثية التي يعيشها سكان القطاع.