تواصل قوات الاحتلال "الإسرائيلية"، اليوم الأربعاء 3 كانون الأول/ديسمبر، تنفيذ سلسلة اعتداءات واسعة ومتزامنة في مختلف مناطق الضفة الغربية المحتلة، في تصعيد عسكري يشمل عمليات مداهمة واعتقالات وإغلاقات طرق، إلى جانب استمرار العدوان المكثف على بلدة قباطية جنوب جنين لليوم الثالث على التوالي.
وتشهد البلدة منذ أيام حملة اقتحامات متواصلة، حيث يواصل جيش الاحتلال إجبار عائلات على مغادرة منازلها وتحويل أجزاء منها إلى ثكنات عسكرية، فيما قالت مصادر محلية إن طائرات الاحتلال تحلق بكثافة فوق البلدة، وتطلق الرصاص الحي في المناطق المفتوحة والجبال، بالتزامن مع فرض حظر تجوال شامل منذ مساء أمس الثلاثاء، إضافة إلى إغلاق مداخل البلدة وشوارعها الفرعية وإجبار المحال التجارية على الإغلاق.
كما احتجزت قوات الاحتلال عددًا كبيرًا من الفلسطينيين في قباطية، ونقلتهم إلى مراكز تحقيق ميدانية داخل البلدة، حيث خضع العديد منهم للاستجواب، وتعرض بعضهم للضرب، وسط تعتيم على عدد المعتقلين في ظل استمرار العملية العسكرية.
وفي السياق ذاته، انسحبت قوات الاحتلال فجرًا من مدينة طوباس وبلدة عقابا بعد عدوان استمر يومين، وهو الثاني خلال أسبوع على المنطقة، حيث نفذت القوات خلالهما عمليات مداهمة واحتجاز وتحويل منازل إلى نقاط عسكرية، مع تحليق مكثف للطائرات الحربية في أجواء المنطقة وإطلاق للنيران بشكل متكرر.
وفي مدينة بيت لحم، نفذت قوات الاحتلال حملة اعتقالات طالت مسنًا وأسيرًا محررًا عقب مداهمة منازلهم وتفتيشها، حيث اعتقلت خضر إلياس بلوط (60 عامًا) من مدينة بيت جالا، وعيسى محمد الهريمي (26 عامًا) من منطقة أبو انجيم شرق بيت لحم، إلى جانب اعتقال الأسير المحرر محمد إبراهيم عبيات من منطقة واد أبو فريحة شرق المدينة.
وفي مدينة نابلس، أصيب فلسطيني يبلغ من العمر 57 عامًا برضوض إثر اعتداء جنود الاحتلال عليه خلال اقتحام منزله في شارع القدس جنوبي المدينة، ونقل إلى المستشفى لتلقي العلاج، فيما اعتقلت قوات الاحتلال أربعة فلسطينيين خلال اقتحام مخيم العين وحيي المخفية والاتحاد وهم: سليم محمود جبريل، معن العقاد، ساهر حمدان، وحسن عايد بكر منصور.
وامتدت عمليات الاقتحام إلى رام الله، حيث واصلت القوات "الإسرائيلية" فرض طوق عسكري وإغلاقًا مشددًا على الطرق والحواجز شمال وغرب المدينة، ما أدى إلى تكدّس آلاف الفلسطينيين عند حاجزي عطارة وعين سينيا، بالتزامن مع إطلاق قنابل الغاز والصوت ومنع الفلسطينيين من الاقتراب، وذلك بعد قتل الاحتلال شابًا بزعم تنفيذه عملية طعن أصيب فيها جنديان بجراح طفيفة.
كما اقتحمت قوات الاحتلال قرية المدية غرب رام الله، وسيرت آلياتها العسكرية في شوارعها، إضافة إلى اقتحام مخيم الأمعري جنوب المدينة.
وفي الخليل، اقتحمت قوات الاحتلال بلدة صوريف فجرًا، واحتجزت عشرات الأهالي داخل ملعب البلدة لإخضاعهم لتحقيقات ميدانية قبل اعتقال شابين وتوزيع منشورات تحذيرية في الشوارع، كما اعتقلت معتز الجعبة من مدينة الخليل، وفادي موسى غنيمات، وقاسم علي القاضي من بلدة صوريف، بالتزامن مع تنفيذ عمليات احتجاز وتحقيقات ميدانية شملت عشرات الفلسطينيين، إضافة إلى مداهمات في دورا ويطا تخللها تفتيش للمنازل دون تسجيل اعتقالات.
وفي القدس المحتلة، هاجم مستعمرون رعاة الأغنام قرب الخان الأحمر في منطقة الحثرورة، ومنعوهم من رعي ماشيتهم، فيما تشير بيانات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان إلى تسجيل 621 اعتداء للمستعمرين خلال الشهر الماضي، تركزت في نابلس والخليل ورام الله والبيرة، في واحدة من أعلى موجات الإرهاب الاستيطاني.
كما واصلت قوات الاحتلال لليوم الخامس على التوالي إغلاق مدخل بلدة الزاوية غرب سلفيت بالسواتر الترابية، ما تسبب بشلل شبه كامل في حركة الفلسطينيين ومنعهم من الوصول إلى أعمالهم وخدماتهم الأساسية، في ظل اقتحامات وتفتيش للمنازل وتحقيقات ميدانية طالت الأهالي.
وليل أمس، اقتحم جيش الاحتلال مخيم قلنديا شمال القدس، وأطلق قنابل الغاز والصوت بشكل كثيف، فيما خضع عدد من الشبان للتفتيش والتحقيق الميداني دون الإعلان عن إصابات أو اعتقالات حتى اللحظة.
