كشفت تقارير "إسرائيلية" عن استهداف جيش الاحتلال لنحو 40 أسيرًا من المفرج عنهم ضمن صفقات التبادل الأخيرة بين المقاومة وحكومة الاحتلال في الوقت الذي أكد فيه نادي الأسير تواصل تنفيذ حملة اعتقالات ممنهجة وغير مسبوقة بحق المحررين منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة.
ووثق نادي الأسير في بيان اليوم الثلاثاء 2 كانون الأول/ديسمبر ارتفاع عدد حالات الاعتقال في الضفة الغربية بما فيها القدس إلى نحو 21 ألف حالة، فضلًا عن آلاف حالات الاعتقال في غزة.
وأوضح النادي أنّ أرقام الاعتقالات اليومية لا تعبّر فقط عن تصاعد العدد، بل أيضًا عن ارتفاع مستوى الجرائم التي ترافقها، وعلى رأسها عمليات الإعدام الميداني التي بات جيش الاحتلال ينتهجها بشكل متزايد، إلى جانب التحرّكات لسنّ قانون في الكنيست يسمح بـ تنفيذ عقوبة الإعدام بحق الأسرى الفلسطينيين.
وأشار البيان إلى أن الجرائم الحالية ليست سوى امتداد لسياسات الاحتلال المستمرة منذ عقود في استهداف الوجود الفلسطيني وفرض المزيد من أدوات القمع والرقابة والسيطرة، إلا أنّ المتغيّر الأبرز منذ الحرب هو الارتفاع الشديد في كثافة الجرائم، سواء خلال عمليات الاعتقال أو داخل السجون والمعسكرات.
وذكر نادي الأسير تفجير الاحتلال منزلي الأسيرين عبد الكريم صنوبر وأيمن غنام، مؤكدًا أن هذه السياسة تشكّل جزءًا من جريمة الانتقام الجماعي ومحاولات الاحتلال المستمرة لـ محو الوجود الفلسطيني، وهي الممارسات التي تصاعدت بشكل غير مسبوق منذ بدء الحرب.
وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن قوات الاحتلال قتلت واعتقلت نحو 40 أسيرًا من المفرج عنهم ضمن صفقات التبادل، من بين نحو 700 أسير أُطلق سراحهم إلى الضفة الغربية والقدس منذ الصفقة الأولى قبل عامين وحتى ما بعد الصفقة الثالثة الأخيرة.
وأضافت الصحيفة أنّ بعض الجهات الأمنية أوصت سابقًا بالإفراج عن الأسرى "الأكثر خطورة" إلى الضفة الغربية لتسهيل مراقبتهم، إلا أنّ المستوى السياسي رفض ذلك، مفضلًا إرسالهم إلى غزة أو إلى دول أخرى حفاظًا على أمن المستوطنين في الضفة.
وبحسب الصحيفة، يدّعي جيش الاحتلال وجهاز الشاباك أن عددًا من الأسرى المحرّرين عاد للانخراط في صفوف الفصائل الفلسطينية، خاصة حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية، وأن الأرقام المعلنة لا تشمل أولئك الذين أُبعدوا إلى غزة أو نُفوا إلى دول أخرى.
ونقل التقرير عن ما وصفته "معطيات جزئية" للشاباك قوله إن 82% من أصل 1027 أسيرًا أُفرج عنهم في صفقة شاليط عام 2011 عادوا للانخراط في العمل الفصائلي بشكله التنظيمي أو اللوجستي أو المالي، فيما "نفّذ 12% منهم عمليات بالفعل"، وفق زعمه. ومن أبرز هؤلاء الأسير المحرر يحيى السنوار الذي استشهد خلال الحرب "الإسرائيلية" الأخيرة على غزة.
واختتمت "يسرائيل هيوم" تقريرها بالإشارة إلى عدم وجود بيانات حديثة لدى الشاباك حول العدد الإجمالي للأسرى الذين عادوا للأنشطة الفصائلية بعد إعادة انتشارهم في مناطق مختلفة، وأن المعلومات المتوفرة تقتصر على من جرى اعتقالهم أو قتلهم داخل الضفة الغربية والقدس.
