استشهد فلسطيني برصاص قوات الاحتلال "الإسرائيلي" في مدينة غزة ضمن سلسلة خروقات جديدة لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل يومه الـ54، في ظل أوضاع مأساوية لآلاف الجرحى من مبتوري الأطراف، فيما تتفاقم معاناة السكان جراء نقص الغذاء والمستلزمات الأساسية.

وأعلن الدفاع المدني الفلسطيني، صباح اليوم الأربعاء 3 كانون الأول/ديسمبر، استشهاد شاب بعد إطلاق النار عليه من قبل قوات الاحتلال في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.

وشهدت مناطق واسعة من القطاع عمليات عسكرية مفاجئة، حيث نفذ جيش الاحتلال عمليات نسف لمبانٍ سكنية داخل الخط الأصفر في حي التفاح شرقي غزة، بالتزامن مع غارات جوية طالت مواقع عدة في المنطقة.

وجنوبي القطاع، استهدفت المقاتلات "الإسرائيلية" مناطق داخل الخط الأصفر شرقي مدينة خانيونس، ما تسبب بأضرار مادية كبيرة في المباني والممتلكات، فيما أطلقت مروحيات ومدفعية الاحتلال النار في شمال القطاع على بلدة بيت لاهيا.

ومنذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار في تشرين الأول/أكتوبر الماضي، استشهد وأصيب مئات الفلسطينيين في خرق متواصل للاتفاق، كما يواصل جيش الاحتلال منع إدخال ما اتفق عليه من المساعدات الإنسانية والمستلزمات الطبية إلى غزة.

 وفي ظل استمرار هذه الخروقات، تواصل حركة حماس دعوة الوسطاء والدول الضامنة إلى تحرك جاد لوقف اعتداءات الاحتلال وإلزامه بالاتفاق، وسط استمرار استهداف النازحين خارج الخط الأصفر.

وفي موازاة ذلك، تتفاقم أوضاع الجرحى مبتوري الأطراف، حيث أفادت وزارة الصحة في غزة، مع حلول اليوم العالمي للإعاقة، بأن أوضاع مصابي الحرب من مبتوري الأطراف ما تزال "صادمة".

 وأوضحت في بيان أن نحو 6000 جريح بحاجة إلى برامج تأهيل عاجلة وطويلة الأمد، مشيرة إلى أن 25% من حالات البتر هم أطفال يعانون إعاقات دائمة في سن مبكرة، الأمر الذي يفاقم الأعباء النفسية والاجتماعية والإنسانية عليهم وعلى أسرهم.

 ودعت الوزارة المنظمات الدولية إلى توفير برامج تأهيل متخصص ودعم نفسي مستمر، مؤكدة أن احتياجات الجرحى تتزايد مع استمرار الحصار ونقص الإمكانات الطبية.

وفي السياق الطبي ذاته، ناشدت منظمة "أطباء بلا حدود" الدول فتح أبوابها أمام عشرات الآلاف من سكان غزة المحتاجين بشدة إلى الإجلاء الطبي، محذرة من أن المئات فقدوا حياتهم أثناء انتظارهم العلاج.

 وقال منسق عمليات الإجلاء الطبي للمنظمة، هاني اسليم، في مقابلة صحفية مساء أمس الثلاثاء، إن الأعداد التي استقبلتها الدول حتى الآن "لا تشكل سوى قطرة في محيط"، مشيرًا إلى أن الرقم الحقيقي للمحتاجين للإجلاء الطبي يتراوح بين ثلاثة وأربعة أضعاف المرضى المسجلين.

وبحسب منظمة الصحة العالمية، تم إجلاء أكثر من 8000 مريض منذ بدء حرب الإبادة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، فيما لا يزال أكثر من 16 ألفًا و500 مريض بحاجة إلى العلاج خارج القطاع، بينهم أطفال يعانون أمراضًا خطيرة مثل السرطان وأمراض القلب الخلقية.

 وأشار اسليم إلى تباطؤ وتيرة الإجلاء منذ إغلاق معبر رفح إلى مصر في أيار/مايو 2024، حيث انخفض متوسط عدد المرضى المغادرين شهريًا من 1500 إلى نحو 70 مريضًا فقط، مضيفًا أن العملية الطويلة والمسيسة لقبول المرضى من الدول، إلى جانب تركيز معظم الدول على الأطفال وتجاهل البالغين، يزيدان من معاناة آلاف المرضى الذين يحتاجون إلى علاج عاجل.

ودعا اسليم الحكومات إلى "إيقاف التعامل مع الإجلاء الطبي كقائمة تسوق" والتركيز على الاحتياجات الحقيقية وإنقاذ الأرواح، مؤكدًا أن تراجع وتيرة الإجلاء يهدد حياة الكثيرين، ويزيد أعداد الوفيات في أثناء الانتظار.

وفي منطقة القرارة، قال رئيس البلدية إن قوات الاحتلال منعت إدخال الخيام والمعدات الأساسية للقطاع، مشيرًا إلى تدمير جميع منشآت البلدية ونصف آلياتها، فيما طالت الأضرار القطاع الزراعي بشكل كبير، ما أعاق جهود الإغاثة والتنظيم المدني وزاد صعوبة إعادة الحياة لطبيعتها في البلدة.

أما وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فحذرت من استمرار معاناة سكان غزة رغم وقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن العديد من الأسر ما تزال تواجه نقصًا في الغذاء والمستلزمات الأساسية. وأكدت الوكالة الأممية أن الأطفال يعانون صدمات نفسية حادة جراء حرب الإبادة، داعية إلى توفير دعم إنساني عاجل للتخفيف من آثار النزاع المستمرة على المدنيين.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين - متابعات

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد