شهد مخيم نهر البارد شمالي لبنان، صباح اليوم الخميس 18 كانون الأول/ديسمبر، اعتصامًا جماهيريًا أمام مكتب مدير خدمات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، احتجاجًا على تدهور الأوضاع الإغاثية والتعليمية والصحية، والمطالبة بتحسين الخدمات المقدّمة للفلسطينيين في المخيم.

وخلال الاعتصام، أُلقيت كلمة باسم المعتصمين وُجّهت إلى إدارة "أونروا" وقيادات الفصائل الفلسطينية، أكد فيها المشاركون أنهم يقفون اليوم ليعلنوا موقفًا "واضحًا لا لبس فيه" في ظل ما وصفوه بالواقع القاسي الذي يعيشه الفلسطينيون في المخيمات، حيث باتوا على "حافة الانفجار الاجتماعي والإنساني".

WhatsApp Image‏ 2025-12-18 at 13.12.02 (1).jpeg

واعتبر المعتصمون أن التقليصات الممنهجة في خدمات "أونروا" وتفريغها المتعمد من دورها الإنساني والسياسي تشكّل جزءًا من "مخطط صهيوني خطير" يستهدف شطب قضية اللاجئين وإنهاء حق العودة، محمّلين إدارة الوكالة المسؤولية الكاملة عن تدهور الأوضاع المعيشية والصحية والتعليمية داخل المخيمات، وعن السياسات التي تدفع الفلسطينيين نحو اليأس والهجرة، بما يشبه السعي إلى تفريغ المخيمات من سكانها تمهيدًا لتصفية القضية الفلسطينية.

كما وجّه المعتصمون انتقادات حادة إلى الفصائل الفلسطينية، محمّلين إياها مسؤولية تاريخية وأخلاقية بسبب ما وصفوه بالعجز والتقصير والانشغال بالحسابات الضيقة، وترك الفلسطينيين "فريسة للجوع والمرض والحرمان"، من دون موقف موحّد أو تحرك فعلي يوازي حجم الخطر الوجودي الذي يواجههم.

وجاء في الكلمة: "كفى صمتًا، كفى تخلّيًا، كفى استهتارًا بكرامة اللاجئ الفلسطيني. المخيمات ليست ساحة تجارب ولا ورقة تفاوض، وشعبنا لن يبقى شاهد زور على تصفية قضيته"، محذّرة من أن استمرار هذا النهج سيقود حتمًا إلى انفجار تتحمّل الجهات المعنية كامل مسؤولية نتائجه.

وأكدت الحراكات الشعبية والنشطاء في مخيمات الفلسطينيين في لبنان، باسم المعتصمين، رفضهم سياسات التقليص والتضييق والتجويع، مشددين على الاستمرار في الاعتصامات السلمية إلى حين تحقيق المطالب الأساسية، وفي مقدمتها الطبابة والغذاء وبرامج الشؤون الاجتماعية وسائر الحقوق التي قدّم الفلسطينيون من أجلها تضحيات كبيرة.

وختم المعتصمون بالتأكيد على وحدة الموقف والعمل المشترك في "معركة الحقوق"، معربين عن ثقتهم بأن هذا الحراك سيحقق نتائج إيجابية في المستقبل القريب.

ويأتي هذا الاعتصام في سياق سلسلة احتجاجات وتحركات مطلبية مماثلة شهدتها المخيمات الفلسطينية في لبنان خلال الفترة الماضية، رفضًا لتقليص خدمات "أونروا" وتدهور الأوضاع المعيشية.

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد