يسود مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين شمالي لبنان حالة من القلق والاستياء، عقب شروع الجيش اللبناني، يوم الثلاثاء 16 كانون الأول/ديسمبر، ببناء أعمدة إسمنتية وحائط لإغلاق المدخل الرابط بين المخيم وطريق المنكوبين، بالقرب من مدرسة الأيتام، تمهيدًا لتركيب بوابة لم تُعلن حتى الآن أي تفاصيل رسمية بشأن آلية فتحها أو الضوابط التي ستُعتمد لعبور الأهالي عبرها.

ويخشى سكان المخيم من أن يؤدي هذا الإجراء إلى تقييد حركة التنقل وتعقيد تفاصيل الحياة اليومية، لا سيما في ظل الأوضاع المعيشية والخدماتية الهشّة التي يعاني منها المخيم، وغياب أي توضيحات رسمية حول مواعيد فتح البوابة أو شروط استخدامها، رغم الأهمية الحيوية لهذا المدخل في حركة الأهالي ووصول الخدمات الأساسية ومرور سيارات الإسعاف والإطفاء.

وقال الناشط في المخيم سامر بجيرمي لبوابة اللاجئين الفلسطينيين: إن المدخل الذي باشر الجيش اللبناني العمل فيه "يقع بمحاذاة مدرسة الأيتام التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية في الدولة اللبنانية"، مشيراً إلى أنه يُعدّ معبراً أساسياً لشريحة واسعة من سكان المخيم، في منطقة تشهد تداخلاً سكانياً كبيراً.

موضوع ذو صلة: إغلاق مداخل مخيم البداوي: تراجع اقتصادي، صعوبة في التنقل، وشعور بالعزلة

وأوضح بجيرمي أن المنطقة التي يخدمها هذا المدخل "مقسّمة إلى أربعة أقسام: ألف، باء، جيم، ودال"، لافتاً إلى أن المدخل ينفذ مباشرة إلى قطاع ألف الذي يضم حيين كبيرين وشارعين رئيسيين يمتدان لمسافة تتراوح بين 600 و700 متر.

وأضاف الناشط لموقعنا، أن أهمية المدخل لا تقتصر على تسهيل الحركة داخل المخيم، بل تتعداها إلى كونه حلقة وصل أساسية مع محيطه الخارجي، حيث "يربط المخيم بمدينة طرابلس وبالجامعة لقربه الشديد، وينفذ إلى شارع السوق ثم إلى الشارع العام، ما يجعله شريان حياة لا يمكن الاستغناء عنه."

تداعيات خدمية وإنسانية محتملة

وحذّر بجيرمي من خطورة أي إغلاق أو تقييد لهذا المدخل، مؤكداً أنه المنفذ العملي الوحيد لمرور السيارات والشاحنات، إذ يعتمد عليه الأهالي لإدخال الحاجيات الأساسية مثل البرادات والغسالات والأفران، في ظل ضيق المداخل الأخرى داخل المخيم التي لا تسمح بمرور الآليات.

وأشار إلى أن هذا الطريق يُعدّ المنفذ الأساسي لسيارات الإسعاف والإطفاء في الحالات الطارئة، كما تعتمد عليه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في الوصول إلى المنطقة، إضافة إلى شاحنات جمع النفايات، ما يعني أن أي إغلاق سيؤدي إلى مضاعفة الأعباء وتعميق أزمة الخدمات المتعثّرة أصلاً.

وأضاف أن "إغلاق المدخل بشكل كامل سيخلق معاناة حقيقية للأهالي، وحتى فتحه كممر للمشاة فقط لا يشكّل حلاً، لأن الحاجة الأساسية هي لمرور الآليات."

غياب التوضيحات الرسمية

ويأتي هذا الإجراء في ظل غياب أي بيانات رسمية توضّح آلية فتح وإغلاق البوابة أو المواعيد الزمنية المعتمدة، وما إذا كانت ستراعي خصوصية الحياة اليومية داخل المخيم، بما في ذلك أوقات المدارس، وساعات العمل المختلفة، والحالات الطارئة التي قد تقع في أي وقت، حسبما أشار البجيرمي.

ويؤكد الأهالي والناشطون أن أي خطوة من هذا النوع، إذا لم تُدرس بعناية وبالتنسيق مع الجهات المعنية داخل المخيم، قد تؤدي إلى زيادة الضغط والمعاناة بدلاً من تحسين الواقع الأمني أو التنظيمي، مطالبين بتوضيحات رسمية عاجلة تضمن حرية الحركة وسلامة السكان.

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد