شهدت مدن ومناطق متفرقة من الضفة الغربية، فجر وصباح اليوم الأربعاء 17 كانون الأول/ ديسمبر، تصعيداً ميدانياً متزامناً لقوات الاحتلال "الإسرائيلي" والمستوطنين تمثل في اقتحامات عسكرية، واعتقالات، واعتداءات جسدية، وهدم منشآت، وتجريف أراضٍ زراعية، وتضييق واسع على الفلسطينيين ومصادر رزقهم
وفي نابلس، ما تزال آليات جيش الاحتلال تحاصر محيط المشفى الوطني في المدينة حتى لحظة إعداد هذا الخبر، وسط أنباء عن إصابة فلسطيني بشظايا الرصاص في المدينة، بينما أكدت وزارة الصحة وصول 4 إصابات برصاص الاحتلال في نابلس إلى مستشفى رفيديا الحكومي، بينها إصابة خطيرة في الصدر.
واقتحمت قوات الاحتلال البلدة القديمة في مدينة نابلس، حيث داهمت حارة العقبة، وسط انتشار عسكري كثيف شمل محيط حي رأس العين.
وفي سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال الفلسطيني ساري منصور رشيد من بلدة كفر قليل جنوب نابلس، بعد مداهمة منزله والاعتداء عليه وعلى أفراد عائلته، كما وسعت قوات الاحتلال من انتشارها في البلدة القديمة ومحيطها.
واقتحمت قوات خاصة "إسرائيلية"، فجراً ، الحي الشرقي في مدينة جنين، أعقبها وصول تعزيزات عسكرية من حاجز الجلمة. وأفادت مصادر محلية بأن قوات الاحتلال داهمت منزلاً وحولته إلى ثكنة عسكرية، فيما حاصرت منزلاً آخر، وشرعت بحملة احتجاز واسعة للفلسينيين وإخضاعهم لتحقيقات ميدانية.
وفي ضوء التطورات الأمنية، أعلنت مديرية تربية جنين تأجيل الدوام الدراسي لهذا اليوم في المدارس الحكومية والخاصة ورياض الأطفال إلى يوم غد الخميس، حفاظاً على سلامة الطلبة.
كما أصيب فلسطينيان بجروح جراء اعتداء جنود الاحتلال عليهما بالضرب في الحي الشرقي، حيث أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بنقل المصابين لتلقي العلاج.
كما هدمت قوات الاحتلال، اليوم الأربعاء، منشأة سكنية عند المدخل الشرقي لبلدة السواحرة جنوب شرق القدس، وأوضحت محافظة القدس أن المنشأة تعود للفلسطيني سامر الأعرج، دون توفر تفاصيل إضافية حول طبيعتها.
وأشارت المحافظة إلى أن مجموعة من المستوطنين كانت قد هاجمت المنشأة قبل أربعة أيام، قبل أن تنسحب عقب تصدي الأهالي، لافتة إلى أن قوات الاحتلال اعتدت بالضرب على رئيس بلدية السواحرة عيسى جعفر أثناء مداهمة المنطقة.
وفي السياق ذاته، جرفت قوات الاحتلال أراضي الفلسطيني محمد أرحيل الجهالين في منطقة الحدب من أراضي بلدة أبو ديس جنوب شرق القدس.
وفي الاغوار الشمالية، شرع مستوطنون منذ ساعات الصباح، بتسييج أراضي الفلسطينيين في خربة الحديدية بالأغوار الشمالية.
وأكد مسؤول ملف الأغوار في محافظة طوباس معتز بشارات أن الأراضي المستهدفة مملوكة للفلسطينيين بوثائق رسمية (طابو)، وأن عمليات التسييج تهدف إلى محاصرة مساكن السكان وتقييد تحركاتهم في المنطقة.
كما اعتقلت قوات الاحتلال، فجر اليوم، عدداً من الفلسطينيين من بلدة عناتا شمال شرق القدس المحتلة، لم تُعرف هوياتهم بعد، عقب مداهمة منازلهم والعبث بمحتوياتها.
واعتقلت قوات الاحتلال الشاب حمادة شاكر الحليم من بلدة عين يبرود شرق رام الله، بعد مداهمة منزله وتفتيشه، كما اعتقلت الشاب أدهم مؤيد الرمحي عقب اقتحام منزله في مخيم الجلزون شمال رام الله.
كما تواصل قوات الاحتلال أعمال تجريف واسعة للأراضي الزراعية المحيطة بالمدخل الشرقي لمدينة قلقيلية. وأوضح مدير مديرية زراعة قلقيلية أحمد عيد أن عمليات التجريف مستمرة منذ نحو شهر ونصف، وطالت عدة مواقع في الجهات الشرقية والجنوبية والغربية لمحيط المعسكر المقام على المدخل الشرقي للمدينة، بعمق يقدر بنحو 50 متراً من جميع الجهات.
وبيّن أن التجريف طال ما لا يقل عن ستة دونمات مزروعة بأشجار مثمرة، شملت اقتلاع وتدمير 120 شجرة جوافة، و100 شجرة زيتون، و39 شجرة مانجا، و30 شجرة أفوكادو، إضافة إلى تدمير خط مياه رئيسي بقطر 6 إنش وإلحاق أضرار بالسياج المحيط بالأراضي.
وأشار إلى أن الأراضي تعود ملكيتها لعدد من المزارعين، غالبيتهم من عائلة خليف من بلدتي عزون والنبي إلياس، ما تسبب بخسائر فادحة وهدد مصادر رزقهم.
وطالت الاقتحامات بلدة سلفيت، حيث اقتحمت قوات الاحتلال بلدتي دير استيا وقرية حارس شمال غرب سلفيت، حيث داهمت عدداً من المنازل، واعتدت على الفلسطينيين بالضرب، واحتجزت آخرين وأخضعتهم لتحقيقات ميدانية لساعات، وسط انتشار عسكري مكثف على مداخل البلدتين وداخل الأحياء.
