لبنان-بوابة اللاجئين الفلسطينيين
اشتدت الاشتباكات في مخيم عين الحلوة، صباح الأحد 9 نيسان، وتُسمع الأسلحة الرشاشة والقذائف الثقيلة في جميع أنحاء صيدا وضواحيها، بعد اشتباكات متقطعة خلال ساعات الليل.
تحدثت مصادر إعلامية عن بدء عملية عسكرية على حي الطيري الذي تتمركز فيه مجموعة "بلال بدر"، وحسب مصادر من داخل مخيم عين الحلوة لبوابة اللاجئين الفلسطينيين، هناك تقدّم واضح لصالح القوى الأمنيّة إلا أن الأمور ليست سهلة بسبب طبيعة شوارع المخيم وأزقّته التي تزيد من صعوبة الحسم.
وكان قد أكّد اللواء منير المقدح لبوابة اللاجئين في وقتٍ سابق، مشاركة جميع القوى الفلسطينية إلى جانب حركة فتح في المعركة ضد مسلحي "بلال بدر" حتى حسم المعركة.
خلال ساعات الفجر كانت قد دارت اشتباكات عنيفة على محاور جبل الحليب، حي الطيري، سوق الخضار، ونُقل عدد من الجرحى المدنيين من منطقة جبل الحليب صباحاً نتيجة الاشتباكات، وأكّد مصدر لبوابة اللاجئين أن الضابط في حركة فتح جمال قدسي ونائب مسؤول الأمن الوطني أبو أشرف العرموشي، من بين المصابين خلال الاشتباكات، وقُتل حسن دبوس صباحاً في أحد أزقّة الطيري، وهو أحد أنصار "داعش".
وسقطت قذيفة على مستشفى صيدا الحكومي الملاصق للمخيم، وأخرى في تعمير ومنطقة سيروب وقذيفة في منزل منير زهرة بمنطقة الفوار، وترتفع سحب من الدخان الأسود في سماء المخيم، جراء إشعال إطارات مطاطية على مفرق سوق الخضار، لإعاقة القناصة المتمركزة على مشارفه.
كما عزّز الجيش اللبناني مواقعه العسكرية على مداخل المخيم وجبل الحليب ومنطقة سيروب وحاجز النبعة، بسبب اشتداد وتيرة الاشتباكات، فيما أبقت قوى الأمن الداخلي الطريق الرئيسي المحاذي للمخيم مغلق لجهة حسبة صيدا، وعند الجسر العلوي لمدخل صيدا الشمالي بسبب الرصاص الطائش.
يُشار إلى أن الاشتباكات بين القوى الأمنيّة المشتركة وحركة فتح من جهة، ومجموعة "بلال بدر" الإسلامية المتشددة من جهةٍ أخرى، أدت إلى سقوط قتيل ونحو (25) جريحاً، أحدهم بحالة حرجة.
ويشهد المخيم حالة نزوح لأعداد كبيرة من النساء والأطفال والشيوخ الذين غادروا هرباً من الاشتباكات، منذ اليوم الأول، وناشدت عائلات داخل المخيم جميع الأطراف المسؤولة عن الصراع لوقف إطلاق النار ولو بشكلٍ مؤقت كي يتمكّنوا من الخروج إلى أماكن آمنة.
ونقلت مصادر في وقتٍ سابق لبوابة اللاجئين من المخيم، أن عائلات بأكملها قد حوصرت في منازلها في مختلف شوارع وأحياء وأزقّة المخيم، التي تشهد تصاعداً في حدّة المعارك، كما حوّل المسلحون منازل المدنيين التي تم إخلائها إلى نقاط اشتباك بعد أن اقتحموها وسيطروا عليها.
وذكرت مصادر أخرى لبوابة اللاجئين أن الأهالي النازحين من المخيم يبيتون في الحدائق العامة.
وتشير معطيات وتصريحات أدلى بها قادة أمنيون فلسطينيون في مخيّم عين الحلوة لـ"بوابة اللاجئين" أنّ الأمور في المخيّم تتجه نحو الحسم العسكري، ما يؤشر إلى طول محتمل في مدّة المعارك، ما يجعل مطلب الهدنة الإنسانيّة ضرورة إنسانيّة ملحّة لأبناء المخيّم المدنيين.