استشهد ثلاثة فلسطينيين بنيران جيش الاحتلال "الإسرائيلي" في قطاع غزة مع تواصل جيش الاحتلال "الإسرائيلي" خرق اتفاق وقف إطلاق النار فيما توفي عدد آخر من الفلسطينيين جراء انهيار منزل قُصف خلال حرب الإبادة، في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية التي يعيشها النازحون والسكان الذين يأبون مغادرة المنازل المتصدعة لعدم توفر بدائل آمنة لاسيما مع قدوم فصل الشتاء وتفاقم المعاناة.
وأعلنت مصادر طبية عن ارتقاء 3 فلسطينيين صباح اليوم الأحد 21 كانون الأول/ ديسمبر، جراء استهداف قوات الاحتلال "الإسرائيلي" حي الشجاعية شرق مدينة غزة، أحدهم باستهداف طائرة الاحتلال المسيرة تجمعاً للسكان بينما الشهيدين الآخرين استهدفوا بشكل مباشر قرب محطة الشوا للمحروقات في شارع المنصورة بالحي ذاته.
وفي سياق متصل،أعلنت مصادر طبية عن ارتقاء ثلاث نساء من عائلة واحدة بينما فُقد شخصان آخران، جراء انهيار منزل متضرر جراء حرب الإبادة في حي الشيخ رضوان بمدينة غزة، وهن: إيمان لبد، وجنى أكرم لبد، وسندس محمد لبد، فيما فُقد الزوجان محمد سعيد لبد ورانية محمد لبد، بعد انهيار منزلهم نتيجة التصدعات الخطيرة التي لحقت به جراء القصف "الإسرائيلي" المتواصل خلال حرب الإبادة.
وأشارت المصادر إلى أن عشرات المنازل في مختلف مناطق قطاع غزة انهارت مؤخراً، نتيجة الأضرار الهيكلية التي سبّبها القصف المستمر منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، إضافة إلى اشتداد المنخفضات الجوية، ما أسفر عن سقوط ضحايا وإصابات وخسائر مادية جسيمة.
من جهته، دعا الدفاع المدني في غزة الأهالي الذين عادوا إلى منازل سبق أن استهدفها الاحتلال وصُنفت على أنها خطرة وغير صالحة للسكن، إلى إخلائها فوراً والانتقال إلى أماكن أكثر أماناً حفاظاً على حياتهم.
وأعرب الدفاع المدني عن أسفه لعدم التزام بعض السكان بتحذيرات اللجنة الفنية المختصة التي تضم مهندسين وخبراء، مؤكداً أن تجاهل هذه التحذيرات أدى إلى وقوع وفيات ومفقودين جراء انهيارات حديثة، وشدد على ضرورة إخلاء جميع المنازل الآيلة للسقوط، خاصة مع استمرار المنخفضات الجوية.
بدورها، أكدت حركة حماس أن استمرار انهيار المباني التي قُصفت خلال حرب الإبادة على قطاع غزة وسقوطها على رؤوس ساكنيها، يعكس تفاقم المخاطر المحدقة بالأوضاع الإنسانية في القطاع، في ظل تشديد الحصار "الإسرائيلي"، ومنع عمليات الإعمار، وعدم السماح بإدخال مستلزمات الإيواء المناسبة.
واعتبرت الحركة أن تصعيد الانتهاكات "الإسرائيلية"، المتمثل في القتل اليومي للفلسطينيين، كما حدث صباح اليوم في حي الشجاعية، يُعد استمرارًا لخروقات الاحتلال لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ويزيد من خطورة الأوضاع الإنسانية.
وعلى الصعيد الصحي، أعلن مستشفى الكويت التخصصي الميداني في مواصي خان يونس إيقاف جميع العمليات الجراحية المجدولة والطارئة، بسبب العجز الحاد في المستلزمات الطبية الأساسية.
وقالت إدارة المستشفى: إن القرار الذي وصفته بـ"المؤلم"، يأتي في ظل تكدس مئات الحالات على قوائم الانتظار في مختلف التخصصات، ما يعني حرمان آلاف المرضى والجرحى من حقهم في العلاج، محذرة من خروج المستشفى عن الخدمة بشكل كامل في حال استمرار إغلاق المعابر ومنع إدخال الأدوية والمعدات الطبية.
في الأثناء، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن نحو 200 ألف مريض محرومون من خدمات الطوارئ الطبية نتيجة الحصار المستمر، مشيرة إلى توقف كامل لخدمات القسطرة القلبية وجراحات القلب المفتوح، وانخفاض حاد في مستوى الخدمات الطبية والمستلزمات الدوائية، ما يفاقم المخاطر على حياة المرضى.
وأشارت الوزارة إلى أن القطاع يعاني من انخفاض في الأدوية الأساسية بنسبة 52% مؤكدة أن أكثر من 99% من عمليات العظام في مستشفيات القطاع متوقفة.
كما ذكرت أن مستشفيات القطاع تعاني من نقص كبير في مستلزمات المختبرات الطبية، مطالبة بالتدخل العاجل للسماح بدخول الأدوية والمستلزمات المخبرية إلى القطاع وبشكل منتظم.
وعلى الصعيد ذاته، قال رئيس وحدة المعلومات بالصحة في غزة زاهر الوحيدي: إن 1500 طفل ينتظرون فتح المعابر من أجل السفر للعلاج بالخارج.
وأوضح أن 42% من النساء الحوامل في قطاع غزة يعانون فقر الدم مشيراً إلى تسجيل وفاة 1200 مريض بينهم 155 طفلا بسبب عدم إجلائهم خارج القطاع لتلقي العلاج.
وفي السياق ذاته، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" من المخاطر الجسيمة التي يتعرض لها كبار السن والأشخاص ذوو الإعاقة في غزة، نتيجة النزوح القسري وانهيار النظام الصحي.
وأوضحت الوكالة الأممية أن القطاع يشهد نقصاً حاداً في الإمدادات الأساسية، بما في ذلك الحفاضات المخصصة لكبار السن، ما يهدد النظافة والكرامة الإنسانية، إضافة إلى النقص المزمن في أدوية الأمراض المزمنة، الأمر الذي يؤدي إلى وفيات يمكن تفاديها.
يُذكر أنه ومع سريان اتفاق وقف إطلاق النار في 10 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، انسحب جيش الاحتلال جزئياً إلى مواقع تمركز جديدة داخل قطاع غزة تُعرف بـ"الخط الأصفر"، إلا أنه يواصل استهداف الفلسطينيين في محيطه، في خروقات خلّفت نحو 400 شهيد، بحسب معطيات محلية.
