أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين بأن الأسرى الفلسطينيين في معتقل "ريمون"، خاصة المرضى منهم، يواجهون أوضاعًا صحية وإنسانية في غاية الصعوبة، في ظل سياسة الإهمال الطبي المتعمد والاكتظاظ الشديد داخل الأقسام والغرف.

وذكرت الهيئة، في تقرير صدر اليوم الأحد 21 كانون الأول/ ديسمبر عقب زيارة محاميها للمعتقل، أن هناك حالات مرضية مقلقة بين الأسرى، من بينها حالة الأسير ظافر الريماوي (34 عامًا) من بلدة بيت ريما شمال غرب رام الله، المحكوم بالسجن لمدة 32 عامًا، والذي يعاني من خلل في الغدة الدرقية.

وأكدت الهيئة أن الأسير الريماوي كان من المقرر أن يخضع لفحص دم في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، إلا أن إدارة المعتقل لم تُجرِ له أي فحوصات حتى اليوم، ما فاقم معاناته الصحية.

ونقلت الهيئة عن الأسير قوله: إن المرض يسبب له شعورًا دائمًا بالبرودة في الجسم، في حين لا يتوفر له سوى بطانية واحدة، رغم برودة الأجواء.

كما أشار إلى انتشار واسع للأمراض الجلدية بين الأسرى، ووجود دمامل وروائح كريهة نتيجة انعدام النظافة والإهمال الصحي، لافتًا إلى أن غالبية الأسرى يعانون من هذه الأمراض.

وأضاف الأسير أن هناك اكتظاظًا شديدًا في جميع الأقسام والغرف، حيث تضم كل غرفة ما بين 10 إلى 12 أسيرًا، وتحولت الغرف فعليًا إلى زنازين، إذ تحتوي كل غرفة على ستة أسرة فقط، بينما يضطر باقي الأسرى للنوم على الأرض، مع توفير بطانية واحدة وحرام لكل أسير، دون أي ملابس إضافية سوى ما يرتدونه.

كما سلط التقرير الضوء على حالة الأسير محمد كليب (29 عامًا) من بلدة حارس بمحافظة سلفيت، والذي يعاني من تمزق في غضروف الركبتين، إضافة إلى عدم انتظام في دقات القلب منذ ثلاث سنوات، رغم خضوعه لفحوصات طبية، إلا أنه لم يتلقَّ أي علاج حتى الآن.

وأكدت هيئة شؤون الأسرى أن الأوضاع داخل معتقل "ريمون" بالغة الخطورة، في ظل إغلاق الأقسام والغرف ومنع التواصل بين الأسرى، إلى جانب ما يتعرضون له من إهانات يومية واعتداءات بالضرب وسياسة تجويع ممنهجة، فضلًا عن الحرمان المتواصل من الرعاية الطبية والعلاج اللازم.

وختمت الهيئة تقريرها بالتأكيد على أن استمرار هذه الانتهاكات يشكل تهديدًا حقيقيًا لحياة الأسرى، داعية المؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية إلى التدخل العاجل للضغط على سلطات الاحتلال من أجل وقف الانتهاكات وتوفير الرعاية الصحية والإنسانية اللازمة للأسرى داخل السجون.