يواصل جيش الاحتلال خروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار الساري في قطاع غزة، عبر القصف المدفعي والغارات الجوية وعمليات نسف المنازل، وسط تفاقم غير مسبوق للأوضاع الإنسانية، حيث يواجه أكثر من مليون فلسطيني خطر سوء التغذية الحاد، بينهم عشرات الآلاف من الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات.
وشنّ جيش الاحتلال خلال الساعات الماضية سلسلة غارات جوية استهدفت مدينة رفح والمناطق الشرقية من مدينة خان يونس جنوبي القطاع، بالتوازي مع تجدد عمليات نسف المنازل في عدة مناطق، وتوغل القوات باتجاه مخيم جباليا شمالي القطاع.
يأتي ذلك فيما تمكنت الطواقم الطبية من انتشال جثمان الشهيد عماد الميدنة من مفترق حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، ضمن عمليات متواصلة للبحث عن الشهداء والمفقودين تحت الأنقاض، في ظل إمكانيات محدودة وخطورة العمل الميداني.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الاثنين 22 كانون الأول/ديسمبر، وصول 12 شهيدًا إلى مستشفيات القطاع خلال الـ48 ساعة الماضية، بينهم 4 شهداء جدد و8 شهداء جرى انتشالهم من مواقع مختلفة، إضافة إلى تسجيل 7 إصابات جديدة.
وبحسب الوزارة، فقد بلغ إجمالي عدد الشهداء منذ بدء سريان وقف إطلاق النار في 11 تشرين الأول/أكتوبر 2025 نحو 405 شهداء، فيما وصل عدد المصابين إلى 1,115، وعدد حالات انتشال الجثامين إلى 649.
كما سجلت الوزارة وفاة 4 فلسطينيين جراء انهيار مبنى متضرر، لترتفع حصيلة ضحايا انهيار المباني نتيجة المنخفض الجوي الأخير إلى 15 حالة، في مؤشر خطير على استمرار المخاطر التي تهدد حياة السكان، في ظل تضرر آلاف المباني ونقص مواد الترميم والإيواء.
وبذلك ارتفعت الحصيلة الإجمالية لحرب الإبادة على قطاع غزة إلى 70,937 شهيدًا و171,192 مصابًا، وفق بيانات وزارة الصحة في القطاع، مع استمرار التصعيد العسكري وما يرافقه من معاناة إنسانية واسعة تطال المدنيين، ولا سيما الأطفال وكبار السن.
إنسانيًا، حذّر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس من أن أكثر من 100 ألف طفل و37 ألف امرأة حامل ومرضع في قطاع غزة قد يعانون سوء تغذية حاد بحلول نيسان/أبريل 2026، مؤكدًا أن التقدم المحرز في مواجهة المجاعة لا يزال "هشًا للغاية" وقابلًا للانهيار في أي لحظة.
وجاءت تصريحات غيبريسوس تعليقًا على تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، والذي أشار إلى أن ما لا يقل عن 1.6 مليون شخص في قطاع غزة يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد حتى منتصف نيسان/أبريل 2026، محذرًا من أن تجدد القتال أو توقف تدفق المساعدات الإنسانية قد يدفع القطاع بأكمله نحو المجاعة.
وأشار المسؤول الأممي إلى أن نحو نصف المرافق الصحية فقط تعمل بشكل جزئي، وسط نقص حاد في الإمدادات والمعدات الطبية والوقود، ما يحدّ من قدرة الطواقم الطبية على تقديم الخدمات المنقذة للحياة، داعيًا إلى السماح العاجل بدخول المساعدات الطبية والغذائية دون قيود وتوسيع نطاق الاستجابة الإنسانية.
