أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" أن نحو 40% من أصل 438 ألف فلسطيني في سوريا ما زالوا يعانون نزوحاً داخلياً مستمراً منذ سنوات الحرب، فيما يعيش أكثر من 90% منهم تحت خط الفقر، وفق معطيات الوكالة، ما يعكس عمق الأزمة الإنسانية والمعيشية.
ويأتي ذلك في ظل استمرار توقف المساعدات النقدية الدورية التي تقدمها "أونروا"، الأمر الذي فاقم الأوضاع المعيشية لآلاف العائلات، ودفع ناشطين وفعاليات مجتمعية إلى التساؤل عن أسباب غياب توضيح رسمي من "أونروا" بشأن مستقبل هذه المساعدات وخطط استئنافها.
وأشار ناشطون إلى أن آلاف العائلات حرمت من المساعدات النقدية لأكثر من عام دون مبرر واضح أو جدول زمني مُعلن، معتبرين أن تجاهل نداءات الفلسطينيين وعدم إصدار تصريح شفاف يوضح آلية الاستجابة يزيد من حالة القلق والغموض، خاصة لدى العائلات التي تعتمد بشكل أساسي على دعم "أونروا" لتأمين الحد الأدنى من متطلبات العيش.
وبحسب ما ورد، علّقت "أونروا" المساعدات المالية الدورية للفلسطينيين في سوريا، ولم تقدم سوى دورتين فقط من المعونات منذ مطلع عام 2025، وهو ما انعكس مباشرة على الأمن الغذائي والاستقرار المعيشي لآلاف الأسر، في ظل غياب بدائل حقيقية أو شبكات أمان اجتماعي.
وفي شهادة تعكس حجم المعاناة، قالت إحدى الأمهات الفلسطينيات المقيمات في منطقة "ببيلا" جنوب دمشق بمنزل مستأجر: إن وقف المساعدات شكّل ضربة قاسية لأسرتها، مؤكدة أن المعونة كانت شريانًا رئيسيًا لإعالة العائلة وتغطية الاحتياجات الأساسية، ولا سيما أجرة المنزل.
وأضافت أن الأسرة اضطرت للتخلي عن كثير من الضروريات، فيما ازدادت أوضاعها فقرًا وعجزًا عن تأمين متطلبات الحياة اليومية.
وتتزايد المطالبات الشعبية والحقوقية بأن تصدر "أونروا" توضيحًا واضحًا وشفافًا يشرح أسباب توقف المعونة، ويحدد خطة زمنية لاستئنافها، في ظل واقع إنساني يتواصل تفاقمه منذ سنوات.
