قطر - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

"ميار، اليوم أختي يارا فجأة راحت تحكي لماما اطبعيلي خريطة فلسطين، استغربت وقلتلها اوك.. بعدين سألتها أنا إنو ليش شو بدك فيها فجأة؟ بتحكيلي بدي أعرف أماكن المدن ببلدي حرام يعني؟!"

ما سبق نص رسالة وصلت الى ميار، من شقيقة الطفلة يارا حجّاوي المقيمة في قطر، وهي من بلدة حجّة غربي نابلس بالضفة المحتلة، وذلك بعد أن حضرت فعاليات "تعالوا نحكيلكم عن فلسطين" في العاصمة القطرية الدوحة، التي استمرّت لستّ ساعات متواصلة، نظّمها مجموعة من الشباب الفلسطينيين، بالتعاون مع النادي الفلسطيني لجامعة حمد بن خليفة.

انطلقت الفكرة منذ عام 2014، بعد مشاهدات لمجموعة من النشطاء الفلسطينيين وتفاعلاتهم مع الأطفال الفلسطينيين في قطر، وملاحظة قِصَر معرفتهم بالقضية الفلسطينية كون معظمهم لا يزور فلسطين ولا يرونها إلا في الأخبار، فعلِقت في الأذهان صورة غيرة مكتملة عنها.

تقول حنين عريدي إحدى منظّمي الفعاليات لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" "وجدنا أنّه من الضروري جداً رفع وعي أطفال الجالية الفلسطينية بالقضية، وإظهار جمال فلسطين وعزّها الذي قد يُخفى في كثير من الأحيان، فوضعنا مبدأ إيصال الفكرة للأطفال عن طريق اللعب والتسلية والأغاني والمرئيات والألوان لجذب انتباههم، وتثبيت الأفكار في أذهانهم، وبحماس مجموعة من الشبّان والشابات تم تطبيقها وتكرارها بشكل شبه سنوي."

حول الفعاليات في العام الحالي تقول العريدي: "الحضور من أول فعالية كان عظيماً ويزداد تألّقاً عندما نرى حضور وحماس الجنسيات العربية الأخرى لتعريف أولادهم بالقضية، وأكثر ما لفت أنظارنا منذ أول فعالية هو حماس الأهالي، كون العديد منهم كان في مأزق عدم وجود فعاليات كهذه موجّهة للأطفال، والقضية واسعة ومتشابكة يصعُب إيصالها بأسلوب مُبسّط."

تحدّث المنظّمون عن زيادة التفاعل مع الفعاليات ببهجة الأطفال، وبداية الحصول على معرفة جديدة، وحضور الأطفال أنفسهم كل عام مصطحبين أشقائِهم الأصغر سنّاً.

ميار الشبتيني أوضحت لـ"بوابة اللاجئين" أنّ المرة الأولى التي أقيمت فيها فعاليات "تعالوا نحكيلكم عن فلسطين"، كانت في الثامن والعشرين من آذار عام 2014، وتُعتبر الفعاليات لهذا العام هي الثالثة.

تقول الشبتيني: أنّ معظم الأهالي المغتربين من جيل لم يعِش النكبة أو النكسة، ومنهم من لا يستطيع دخول فلسطين، فكانت الفعاليات للأهالي كما هي لأطفالهم، إذ شهدت الفعاليات اهتمام من جانب الأهالي بالمبادرات التي لم يسمعوا عنها من قبل، مُعبّرين عن أهمية نشرها.

كما تحدّثت عن بعض المواقف المُلفتة، حين قالت أم تشرح لابنتها وهي تستمع للحديث حول إحدى المبادرات المتعلقة بالتوثيق وجمع الوثائق، "هكذا تصنعين التاريخ"، والتعبيرات على وجوه الأطفال عند سؤالهم "هل تقبل بعدم العودة إلى فلسطين أو بقبول دولة غير حدود فلسطين التاريخية؟"

واشتملت الفعاليات على عدّة أركان، بعضها تفاعلي لجذب الأطفال وترسيخ المعلومات في أذهانهم، جعلت الطفل يطرح أسئلة ربما لم يكن ليسألها أو يفكّر بها سابقاً.

حول المنظمين، تقول الشبتيني أنّ الفعاليات شهدت روح التعاون والشعور بالمسؤولية تجاه الوطن من المنظّمين، والتركيز على الهدف وابتكار الطرق الملائمة لإيصال أهم المعلومات للأطفال بطرق تفاعلية ومبسّطة، قرّبت فلسطين لقلب وعقل كل طفل. وتحدّثت نور سليمان إحدى المُنظّمات حول دور المتطوّعين، الذين شاركوا منذ البداية واستمروا في العمل على الفعاليات.

زوايا وأنشطة "تعالوا نحكيلكم عن فلسطين"

"آلو فلسطين"

عبارة عن مكالمة كل ساعة مع ناشط من مدينة فلسطينية، وأغنية تراثية في نصف الساعة التالية، تهدِف إلى إشعار الطفل بالارتباط بهذه الأرض، من خلال حديث الناشط والمكان الذي تصدُر منه المكالمة، وربط الطفل بالأغاني التراثية.

المثقّف المُشتبِك

يُركّز الركن على مفهوم الدولة الذي يتحقّق بفعل المؤسسات، وكيف كان إعلان "إسرائيل" كدولة عام 1948 بعد أن قامت ببناء المؤسسات على أرض فلسطين، ونهب رموز الحضارة الكنعانية والتراث ونسبها لها، لإقناع الدول بشرعيّة وجودها على أرض فلسطين، وكيفية استخدام الاحتلال للعلم والثقافة في جذب انتباه العالم لروايته الكاذبة عن فلسطين.

يتناول الجزء الأخير من هذه الفعالية، الاهتمام بإحياء إرث الشهيد باسل الأعرج كونه رمزاً للمثقّف المشتبك، والاهتمام بثقافة الاشتباك التي تحدّث عنها، فلا خير بثقافة بدون اشتباك.

المونوبولي الفلسطينيّة

تقول نور سليمان: أنّ اللعبة عبارة عن محاكاة للواقع الفلسطيني، وفي كل دورة يُشارك أربعة أشخاص توزّع عليهم هويّة الضفة المحتلة، هويّة القدس المحتلة، هوية غزة، وجواز سفر أجنبي، وفي الوسط يقف جندي من جيش الاحتلال ليُعرقل حركة بعض الأطفال حسب هويّاتهم، يسمح لبعضهم ببناء بيوت وزرع أشجار زيتون، ويمنع البعض الآخر، ويحوّلهم للاعتقال الإداري، وكان على الطفل أن يُدافع عن حقّه ولا يتنازل عن أملاكه وقبوله تهديد الجندي.

هدف النشاط محاكاة الواقع الفلسطيني من اختلاف هويّات السفر والتضييق على الحياة اليومية في المعابر ومصادرة الأراضي وهدم البيوت.

مبادرة خزائن، عسّاس، BDS

مبادرة خزائن: أرشيف مجتمعي غير تقليدي، يهتم بتجميع مواد "الأفيميرا" كالمنشورات والإعلانات والملصقات، يوثّق النشاط العربي بشكلٍ عام مع التركيز على القضية الفلسطينية واللغة العربية في أماكن الصراع، وحماية أكبر قدر منها، قبل أن تُلقى وتتلف دون أن يتم حفظها، بهدف الحفاظ على الذاكرة للأجيال القادمة، ولتكُن مرجع للباحثين لفهم التغييرات الاجتماعية والثقافية في المنطقة.

العسّاس: موقع يقوم بترجمة المواد من اللغة العبرية إلى العربية للإجابة على أسئلة معرفيّة تتعلّق بالكيان الصهيوني، إذ يقوم فريق العمل بترجمة المواد التي تتناول مكوّنات هذا الكيان وآلياته عمله في الضبط والتمدّد.

حركة المقاطعة الدولية: حركة فلسطينية المنشأ عالمية الامتداد تدعو لمقاطعة "إسرائيل" وسحب الاستثمارات منها، وتسعى لمقاومة الاحتلال والفصل العنصري  الذي يُمارسه، من أجل تحقيق الحرية والعدالة والمساواة في فلسطين، وصولاً إلى تحقيق المصير لكل الشعب الفلسطيني في الوطن الشتات.

خريطة المدن

يتم التعريف بالمدن الرئيسية في فلسطين المحتلة، من خلال معالم مشهورة أو أحداث تاريخية أو منتجات محليّة، بهدف الإثراء المعرفي بما تتميّز به المدن الفلسطينية.

خريطة الحدود

شرح عن كيف تم احتلال فلسطين على أجزاء وربطه بالتواريخ، ويتم في النهاية مساعدة الطفل لإزالة طبقات الاحتلال، من خلال عرض حدود فلسطين التاريخية وعاصمتها القدس، وإشارة كل طفل على موقع مدينته أو قريته على الخريطة، وشرح حول النكبة والمساحة التي احتلها الكيان الصهيوني عام 1948، ومن ثمّ النكسة عام 1967، وصولاً إلى الوقت الحالي، بالإضافة إلى توضيح مكان الجدار العازل والحصار المفروض على قطاع غزة.

أهم ما في الركن سؤال الطفل، إن كان الوضع الحالي هو حدود فلسطين، وهل يقبل بحدود غير حدودها التاريخية، ويقوم الطفل بإزالة الاحتلال عن الخريطة لإعادة حدودها، وشرح كيف يستطيع إزالته على أرض الواقع بالعلم والثقافة وعدة طرق أخرى يتعلّمها من بقيّة الأركان في الفعاليّة.

السلّم والثعبان

تسلية الأطفال باللعبة المشهورة، مع الحديث بشكلٍ مبسط عن أن العمل الذي يخدم فلسطين سيُمكّنه من صعود السّلم، والعمل الذي يخدم الاحتلال سيتسبب له في النزول مع الثعبان، وإنّ الاستمرار بالاهتمام بالعمل على ما يخدم فلسطين، سيُمكّنه من صعود السلالم إلى حين الوصول للعدد 100 وهو تحرير فلسطين، ويهدف النشاط لتعزيز ثقافة التركيز على ما يخدم القضيّة وتجنّب ما يخدم ويُعزّز الاحتلال.

شخصيّات قديمة

يعتمد الطفل على ذاكرته في إيجاد الكرتين المتطابقين، وفي النهاية تُعطى نبذة بسيطة عن الشخصية، بهدف إحياء ذكرى عظماء فلسطين في الذاكرة.

شخصيّات حديثة

يشرح للطفل كيف أنّ كل منّا بإمكانه توظيف طموحه مهما كان في خدمة القضية، من خلال التعريف بالشخصيات ومشاريعهم، بهدف تعزيز حسّ المسؤولية لدى الطفل لتوجيه طموحاته المهنية نحو خدمة فلسطين.

رسائل في رمال غزة

أوضحت نور سليمان طبيعة النشاط، الذي يقوم على وضع رسالة كُتبَ فيها بيت شعر لمحمود درويش "فاحمل بلادك أنّى ذهبت وكُن نرجسيّاً إذا لزِمَ الأمر" في زجاجات صغيرة تم تعبئتها برمال شاطئ غزة، كتذكار لجميع الضيوف.

التلوين

التدريب على تلوين العلم وتشجيع الأطفال على الإمضاء على عهد العودة، بهدف الإثراء المعرفي وتثبيت لألوان العلم وحق العودة، بالإضافة للرسم على الوجه لتسلية الأطفال.

الانتخابات

محاكاة لعمليّة الانتخاب، بثلاث مرشّحين بمزايا مختلفة، بهدف تعزيز مبدأ المشاركة الوطنيّة والاختيار السليم والتحفيز لنيل منصب الرئاسة.

حُزّيرة فلسطينية

لعبة تركيب، كل جزء يحمل سؤال، في مكانه الصحيح على جواب السؤال، الأسئلة مرتبطة بمدن فلسطين، معاني أسمائها ومواقعها وأحداث مرتبطة فيها.

أطلس فلسطين

شرح عن مشروع د. سلمان أبوستة، سؤال الحضور عن قراهم ومدنهم وإيجادها على الخريطة وتشجيعهم لاقتناء الأطلس، بهدف التعريف بمشروع أطلس فلسطين، وتشجيع الحضور على اقتنائه للحديث لأبنائهم عن أصولهم وإن ألغيت من خرائط العالم.

باص 47

النشاط يعرض حلقات "باص 47"، بهدف التعريف بالمشروع، وتشجيع السياحة الفلسطينية.

خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد