مبادرة مخيم اليرموك التعليمية.. خطوة تطوعية لمساعدة طلاب الثانوية العامة

الجمعة 26 ديسمبر 2025

في مخيم اليرموك، جنوبي دمشق، حيث لا تزال آثار الدمار والحرمان تلقي بثقلها على الحياة اليومية، تتجدد إرادة الصمود عبر مبادرات أهلية تسعى إلى ترميم ما دمرته الحرب ، وفي مقدمته العملية التعليمية.

بجهود تطوعية يقودها معلمون ومعلمات وناشطون، أُطلقت مبادرة تعليمية لدعم طلاب المرحلة الثانوية بالكتب ودروس الشرح، انطلاقاً من إيمان راسخ بأن التعليم حق أساسي، وبأن المستقبل يُصنع بإرادة أبنائه، كما أثبت المخيم في محطات عديدة من تاريخه.

وفي هذا السياق، أوضح الأستاذ عبد الباسط عودة، المشرف العام على المبادرة التعليمية في مخيم اليرموك، لبوابة اللاجئين الفلسطينين، أن هذه الخطوة جاءت استجابة لواقع تعليمي صعب.

الهدف هو إنعاش العملية التعليمية

وقال عودة: إن "العمل هو جهد تطوعي قامت به مجموعة من الأساتذة الأفاضل للنهوض بالمخيم على صعيد العملية التعليمية، في ظل فقر تعليمي واضح ونقص كبير في فرص التعليم، ما استدعى إطلاق مبادرة تهدف إلى إنعاش العملية التعليمية في المخيم".

وأكد عودة أن المبادرة "مجانية بامتياز"، وتضم نخبة من الأساتذة نادراً ما يجتمعون في مكان واحد، وتهدف إلى تشجيع الأهالي على العودة إلى مخيم اليرموك، من خلال إحداث نوع من النهوض التعليمي، إلى جانب التخفيف من الأعباء المادية عنهم، ولا سيما أن المعاهد الصفية الخاصة باهظة الكلفة.

وتوجه الاستاذ عودة بالشكر إلى الأساتذة المتطوعين الذين يعملون بجد وإخلاص، مشدداً على أن استمرار المبادرة يتطلب دعماً حقيقياً يضمن مواصلة تقديم الدورات الشتوية والمكثفة والصيفية، لافتاً إلى أن العمل بدأ بدورات مكثفة وصيفية، ويستمر حالياً عبر دورة شتوية.

المنهاج  مجاناً بين أيدي الطلاب

من جهتها، بينت منسقة المبادرة راما جعارة أن المبادرة تنطلق من عدة أهداف، أبرزها مساعدة الطلاب الذين يعانون من ضعف في التعليم المدرسي، إضافة إلى الطلاب الأحرار الذين لا يستطيعون تحمّل تكاليف المعاهد الخاصة، موضحة أن أقساط هذه المعاهد تتراوح بين خمسة وستة ملايين ليرة للفرع الأدبي، ومن ستة إلى ثمانية ملايين للفرع العلمي. وأشارت إلى أن المبادرة تقدم منهاجاً كاملاً ومبسّطاً بشكل مجاني، كما تعمل على تأمين الملخصات التعليمية للطلاب الذين يفتقرون إلى الدفاتر والكتب.

Screenshot 2025-12-26 201846.png

وعكست شهادات الطلاب حجم الحاجة إلى هذه المبادرة، حيث قابل بوابة اللاجئين الفلسطينيين عدّة طالبات، و قالت الطالبة قمر حجو، وهي طالبة ثانوية عائدة من الخارج: إن الطلاب القادمين من خارج البلاد يواجهون معاناة كبيرة بسبب اختلاف المناهج، ولا سيما في مادة اللغة العربية، إضافة إلى صعوبات في الرياضيات.

بدورها، أوضحت الطالبة نادرة العاصي، العائدة من الخارج أيضاً، أنها واجهت صعوبة كبيرة في فهم المنهاج بعد عودتها، قبل أن تتعرف على المبادرة، مشيرة إلى أن الأساتذة "يحاولون إيصال المنهج بطريقة سهلة جداً، ويبذلون جهداً كبيراً، ويخصصون وقتاً إضافياً للطلاب، ويعيدون شرح الفكرة مرة واثنتين وثلاث مرات حتى يتم استيعابها".

معالجاتٌ للمشاكل في المدارس الحكومية

أما الطالبة ذكرى شلاش، وهي في المرحلة الثانوية العامة، فتحدثت عن الضغوط التي يعاني منها الطلاب في المدارس، قائلة إن هناك صعوبة كبيرة في منهاج البكالوريا ونقصاً في عدد الأساتذة في المدارس الحكومية، مؤكدة أن مبادرة مدرسة اليرموك ساهمت في معالجة هذه المشكلات، وحلّت أغلب الصعوبات التي كانت تواجههم.

من جهته، أشار الطالب قصي قدورة إلى معاناته في مدرسته بسبب الاكتظاظ الشديد، ما يعيق الاستيعاب، إضافة إلى الظروف المنزلية الصعبة، في ظل غياب الكهرباء والإضاءة، موضحاً أنه وجد في المبادرة بيئة تعليمية داعمة، وأسـاتذة متميزين يقدمون دعماً حقيقياً للطلاب.

وتأتي هذه المبادرة لتؤكد من جديد أن مخيم اليرموك، رغم كل ما مرّ به، لا يزال قادراً على إنتاج مبادرات حياة، تضع التعليم في صدارة الأولويات، باعتباره ركيزة أساسية للصمود وبناء المستقبل.

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد