جدّد جيش الاحتلال شن غارات جوية وقصفًا مدفعيًا وبحريًا على مناطق متفرقة من قطاع غزة، في خروقات متواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 10 تشرين الأول/أكتوبر، وسط أوضاع إنسانية كارثية تتفاقم بفعل المنخفضات الجوية والأحوال الجوية القاسية.
وأفادت مصادر محلية بأن بحرية جيش الاحتلال أطلقت قذائفها ونيران رشاشاتها في عرض بحر مدينة غزة، على مسافات قريبة من خيام النازحين، ضمن خروقات اتفاق وقف إطلاق النار.
وطالت غارات أخرى شرق حي الزيتون شرقي مدينة غزة، فيما قصفت مدفعية جيش الاحتلال مناطق واسعة من مفترق السنافور في حي التفاح، تزامنًا مع إطلاق نار كثيف من الآليات العسكرية.
وفي وسط القطاع، قصفت مدفعية جيش الاحتلال مناطق مختلفة من الجهة الشرقية ضمن المناطق التي تخضع لسيطرته، فيما أطلقت مروحيات عسكرية نيرانها بشكل عشوائي تجاه منازل الفلسطينيين في المنطقة ذاتها.
أما جنوبًا، فشنّ جيش الاحتلال عدة غارات جوية على مناطق شرقي مدينة خانيونس، بالتوازي مع إطلاق آليات الاحتلال نيران أسلحتها الرشاشة تجاه مناطق غربي مدينة رفح.
وفي سياق متصل، استشهد فلسطيني مساء أمس الجمعة برصاص قوات الاحتلال في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، وهي منطقة انسحب منها جيش الاحتلال بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة استلام مستشفيات القطاع خلال الـ48 ساعة الماضية 29 شهيدًا، بينهم 4 شهداء جدد، إلى جانب 25 شهيدًا جرى انتشالهم، فضلًا عن 8 إصابات.
وسجلت وزارة الصحة استشهاد 414 فلسطينيًا منذ بدء تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في 10 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مشيرة إلى إصابة 1142، بينما جرى انتشال 679 آخرين.
ويأتي ذلك في ظل تنصل سلطات الاحتلال من تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار المتعلقة بإدخال المساعدات الإنسانية بالكميات المتفق عليها، ما يفاقم أوضاع أكثر من مليون فلسطيني يواجهون شتاءً قاسيًا في الخيام ومراكز الإيواء.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا": إن لديها مخزونات كافية من المواد الغذائية والمأوى والمستلزمات الطبية خارج قطاع غزة، تكفي لتلبية احتياجات مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين يواجهون شتاءً قاسيًا. وأشارت "أونروا" إلى أن سلطات الاحتلال منعت دخول هذه المساعدات منذ آذار/مارس الماضي، معتبرة أن هذا المنع "خيار سياسي" يحرم سكان غزة من مقومات البقاء على قيد الحياة والتعافي.
وأضافت أن نحو 12 ألف موظف من طواقمها يواصلون العمل داخل القطاع رغم الظروف الخطيرة، مؤكدة أن السماح بدخول المساعدات سيُمكّنهم من مضاعفة حجم الاستجابة الإنسانية بشكل كبير.
وفي سياق متصل، أعلنت بلديات محافظة شمال قطاع غزة أن المنطقة تحولت إلى "منطقة منكوبة"، في ظل استمرار منع الاحتلال إدخال المياه والوقود وقطع الغيار ومواد إعادة الإعمار، ما أدى إلى انهيار شبه كامل في الخدمات الأساسية.
وأوضحت البلديات أن الاحتلال دمّر أكثر من 150 كيلومترًا من الطرق، و70 بئر مياه رئيسية ومحطات معالجة، إضافة إلى تدمير جميع مولدات الكهرباء الخاصة، وتخريب نحو 50 ألف دونم من الأراضي الزراعية، ما فاقم أزمة الأمن الغذائي.
وأشارت إلى تحديات خطيرة، أبرزها النقص الحاد في الوقود اللازم لتشغيل آبار المياه وشبكات الصرف الصحي، وغياب مواد الصيانة والأنابيب، إلى جانب تكدس آلاف الأطنان من النفايات الصلبة، ما تسبب في انتشار الأمراض وتهديد الصحة العامة.
