وسط أوضاع إنسانية قاسية

عشرات العائلات الفلسطينية عالقة في تجمع "القلوب الرحيمة" شمالي حلب

الإثنين 29 ديسمبر 2025

تعيش عشرات العائلات الفلسطينية المهجّرة في تجمع "القلوب الرحيمة" بريف حلب الشمالي أوضاعاً إنسانية ومعيشية بالغة الصعوبة، في ظل عجزها عن العودة إلى المخيمات الفلسطينية التي هجرت منها قسراً خلال سنوات الحرب، أو إعادة إعمار منازلها المدمّرة، نتيجة تردي أوضاعها المادية وغياب أي دعم إنساني منظم.

ويضم التجمع نحو أربعين عائلة فلسطينية، وفق ما أكده وليد عبد الفتاح، وهو فلسطيني مهجّر إلى شمال سوريا ومقيم في قرية "قلوب العطاء الرحيمة".

وأوضح عبد الفتاح في حديث لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أن التجمع أنشئ بدعم من منظمات فلسطينية ومساعدات خيرية فلسطينية، ويحتوي على قرابة 300 منزل خصصت للفلسطينيين، مشيراً إلى أن عدد العائلات المقيمة سابقاً تراوح بين 50 و60 عائلة، عاد بعضهم إلى دمشق، فيما بقي آخرون بسبب تدمير منازلهم.

وقال عبد الفتاح: إن العائلات المتبقية لا تزال في التجمع؛ لأن بيوتها دمرت في مخيم اليرموك وخان الشيح والسيدة زينب، لافتاً إلى أنه من مدينة حلب وبيته هناك مدمّر بالكامل، ولم يتمكن من العودة.

وأضاف أن البيوت المتوفرة لا تتناسب مع العائلات الكبيرة التي يصل عدد أفراد بعضها إلى سبعة أشخاص، كما أن منازلهم الأصلية في المخيمات غير صالحة للسكن أساساً.

WhatsApp Image‏ 2025-12-29 at 20.11.51.jpeg

من جهته، قال وليد السلطي، وهو فلسطيني مهجّر من مخيم اليرموك، إن أوضاع العائلات في التجمع سيئة جداً، موضحاً أنهم عانوا في السابق من الأمطار والظروف القاسية قبل أن يحصلوا على مساكن بسيطة، إلا أن أوضاعهم تدهورت بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة.

 وأضاف أن أحداً لم يلتفت إليهم بعد تحرير سوريا وسقوط النظام السابق، مؤكداً أن المساعدات الغذائية والإنسانية منقطعة بالكامل.

وأشار السلطي إلى غياب الماء والكهرباء وجميع مقومات الحياة الأساسية، موضحاً أن التجمع يعاني من عزلة شبه تامة، حيث لا تتوفر وسائل نقل، ويضطر السكان إلى السير لمسافة تتراوح بين كيلومترين وثلاثة كيلومترات للوصول إلى الطريق الرئيسي المؤدي إلى مدينة إعزاز أو غيرها من المناطق.

WhatsApp Image‏ 2025-12-29 at 20.11.01.jpeg

بدوره، قال رشدي محمد، وهو فلسطيني مهجّر منذ عام 2018 من مخيم اليرموك، إنهم يعيشون في مخيم "لا يعلم بحاله إلا الله"، في ظل انعدام أي جهة راعية أو داعمة. وأكد أن الكهرباء غير متوفرة، ويعتمد السكان على بطاريات تشحن نهاراً وتستخدم ليلاً، وفي حال غياب الشمس يغرق المخيم في الظلام، مشيراً إلى أنهم عاشوا ليالي متتالية امتدت لأربعة أيام دون كهرباء أو أي خدمة.

أما زهرية محمد، وهي فلسطينية من مخيم اليرموك، فقد روت جانباً من معاناتها الشخصية، موضحة أنها خرجت من المخيم عام 2018، وتعرضت للاعتقال لدى النظام السابق لمدة خمسة أشهر عانت خلالها من التعذيب، وكان أطفالها الصغار معها.

 وأكدت أن أوضاعهم اليوم بالغة الصعوبة، وأنهم بحاجة ماسة إلى مساعدات من وكالة "أونروا" ودعم خاص بالفلسطينيين في شمال سوريا، في ظل غياب أي شكل من أشكال الإغاثة.

وفي متابعة حديثه، أشار وليد عبد الفتاح إلى أن إعادة إعمار المنازل باتت حلماً بعيد المنال، موضحاً أن إيجارات المنازل مرتفعة جداً، إذ يتراوح إيجار البيت بين مليون ومليون ونصف ليرة سورية شهرياً، في وقت لا تتوفر فيه فرص عمل، خصوصاً لكبار السن. وقال: "أنا في السبعين من عمري، فكيف أستطيع العمل لتأمين إيجار منزل؟".

من جانبه، تساءل وليد السلطي عن مصير العائلات التي دمرت بيوتها بالكامل، مؤكداً أنهم لا يستطيعون الاستئجار، ولا يجدون فرص عمل، في ظل الارتفاع الكبير في الإيجارات، ما يجعل العودة أو الاستقرار خارج التجمع أمراً شبه مستحيل.

وختمت زهرية محمد بالقول إن هذا الواقع القاسي هو ما يجبر العائلات على البقاء في التجمعات والمخيمات، مشيرة إلى أن مخيم اليرموك تعرّض لدمار واسع، وسُوّيت منازلهم بالأرض، ولا يملكون حتى القدرة على نصب خيمة أو دفع إيجار منزل، ما يتركهم عالقين في ظروف إنسانية صعبة دون أفق واضح للحل.

شاهد/ي التقرير

 

بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد