تصاعدت الخروقات "الإسرائيلية" لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة صباح اليوم الثلاثاء 30 كانون الأول/ ديسمبر، حيث شهدت أماكن متفرقة جنوب ووسط وشمال القطاع غارات "إسرائيلية" وإطلاق نيران استهدف المدنيين والنازحين ما أسفر عن إصابة فلسطينية، بينما تستمر عمليات نسف المنازل والمباني السكنية في ظل معاناة إنسانية متفاقمة للآلاف من النازحين.
وأفاد الدفاع المدني في غزة باستشهاد الصياد محمد عدنان بكر (35 عاما) متأثرًا بإصابته بعد ملاحقته من قبل زوارق الاحتلال في عرض بحر غزة، بينما توفي صياد فلسطيني آخر نتيجة ارتفاع الأمواج على شواطئ القطاع مع تفاقم الأوضاع الإنسانية للسكان الذين يبحثون عن مصدر رزق في ظل انقطاع المساعدات الإغاثية.
في غضون ذلك، شن جيش الاحتلال خروقات متصاعدة لاتفاق وقف إطلاق النار منذ الصباح عبر غارات جوية وبرية وبحرية، ونسف للمنازل والممتلكات المدنية، إلى جانب إطلاق نار متكرر باتجاه النازحين في عدة مناطق من القطاع.
ووسط قطاع غزة، أصيبت فلسطينية برصاص قوات الاحتلال جراء إطلاق النيران تجاه النازحين شرقي دير البلح بحسب ما ذكره مستشفى شهداء الأقصى.
في الأثناء، ذكرت مصادر محلية أنه تم رصد دبابة من طراز "ميركافاه" تعتلي مكب النفايات شرق دير البلح، مع تمركز جنود إضافيين في الموقع، فيما شوهدت دبابة أخرى شمال مبنى مصنع الأدوية شرق المدينة، في سياق تعزيز الانتشار العسكري "الإسرائيلي" بالمنطقة.
وفي مخيم المغازي كذلك شن جيش الاحتلال غارات عنيفة استهدفت المناطق الشرقية للمخيم، في حين جدد الاحتلال استهداف منطقة بيت لاهيا شمالي القطاع، إلى جانب غارات طالت مناطق شمالي وشرقي مدينة غزة.
وجنوبي قطاع غزة، نفذ الجيش "الإسرائيلي" عمليات نسف واسعة في مناطق انتشاره داخل مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، في الوقت الذي شهدت فيه مدينة خان يونس قصفاً مدفعياً بالتزامن مع غارات جوية.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تتعمق فيه الأزمة الإنسانية في غزة إثر المنخفضات الجوية التي أدت لغرق مئات الخيام وانهيار المنازل المتضررة جراء حرب الإبادة مع استمرار منع سلطات الاحتلال دخول المساعدات الإغاثية لاسيما مستلزمات فصل الشتاء من الكرفانات والخيام.
79 ألف نازح يعانون أوضاع إنسانية صعبة في مراكز إيواء "أونروا"
وفي هذا الشأن، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا": "إن عشرات الآلاف من العائلات النازحة في قطاع غزة يعيشون في خيام بالية ومواقع نزوح شديدة الاكتظاظ، في ظل دمار واسع وانهيار متواصل في الخدمات الأساسية".
وأوضحت الوكالة أن نحو 79 ألف نازح فلسطيني يقيمون حاليًا في مراكز الإيواء الطارئة التابعة لها والمناطق المحيطة بها، مشيرة إلى أن كثيرًا من هؤلاء يواجهون قيودًا شديدة على الوصول إلى الخدمات والمساعدات الإنسانية، في وقت لا تزال فيه الاحتياجات الإنسانية عند مستويات هائلة.
وأضافت "أونروا" أن الأمطار الغزيرة التي شهدها القطاع مؤخرًا تسببت بحدوث فيضانات في عدد كبير من مواقع النزوح، ما أدى إلى انقطاع الخدمات الأساسية وإلحاق أضرار بمئات الخيام، وفاقم من معاناة النازحين، لا سيما الأطفال وكبار السن.
وأكدت الوكالة أن طواقمها تواصل العمل على تنظيف شبكات الصرف الصحي المسدودة، وفتح قنوات تصريف المياه، وشفط مياه الفيضانات، في محاولة للتخفيف من المخاطر الصحية والبيئية، وإعادة الحد الأدنى من الخدمات الأساسية للنازحين، رغم الإمكانات المحدودة والظروف الأمنية الصعبة.
وفي سياق متصل، حذّر مدير البرامج الصحية في جمعية الهلال الأحمر بقطاع غزة، بشار مراد، من تدهور خطير في الوضع الصحي، مؤكدًا أن نحو 80% من شبكات المياه في القطاع تعرضت للتدمير، ما أجبر آلاف العائلات على الاعتماد على نقل المياه من مصادر بديلة وغير آمنة.
وأضاف أن الفحوصات المخبرية لعينات المياه أظهرت احتواءها على فيروسات وبكتيريا مسببة للنزلات المعوية، ما يشكل خطرًا صحيًا جسيمًا ويزيد من هشاشة الأوضاع الإنسانية في القطاع المحاصر.
