بقلم علي هويدي
تنعقد يوم الإثنين 19/9/2016 قمة خاصة في الأمم المتحدة تناقش قضايا اللاجئين والمهاجرين، يشارك فيها قادة دول العالم، وحسب ما جاء على الصفحة الرسمية للأمم المتحدة، فهي "المرة الأولى التي تدعو فيها الجمعية العامة لإجتماع على مستوى رؤساء الدول والحكومات بشأن التحركات الكبيرة للاجئين والمهاجرين، وهي فرصة تاريخية للتوصل لمخطط استجابة دولية أفضل"، وربما تكفي الإشارة إلى عملية الإنقاذ التاريخية التي نفذتها البحرية الإيطالية بإنقاذ 6500 مهاجر قبالة السواحل الليبية في يوم واحد بتاريخ الإثنين 29/8/2016، وقد شاركت "منظمة أطباء بلا حدود" في عمليات الإنقاذ وغيرها من المنظمات المتخصصة.
وصل عدد اللاجئين في العالم إلى حوالي 65.3 مليون لاجئ حسب تقرير أصدرته المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة (UNHCR) في اليوم العالمي للاجئ في 20/6/2016. على الرغم من ازدحام جدول أعمال الدورة الحادية والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي ستنطلق أعمالها في نيويورك عصر الثلاثاء 13/9/2016، ليتناول قضايا متعددة، منها متابعة تنفيذ خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة للعام 2030 تلك التي اعتمدتها قادة الدول في العام 2015 وبدأ تنفيذها في كانون الثاني 2016، الا أن الأمم المتحدة أولت قضية اللاجئين قمة خاصة يجب الإستفادة منها على المستوى الفلسطيني الرسمي والأهلي، وحركات التضامن العالمية مع الشعب الفلسطيني.
وهذا بالفعل ما بادرت إليه منظمة "العون الطبي للفلسطينيين" البريطانية (MAP) وهي منظمة خيرية لتضع قضية اللاجئين من فلسطينيي سوريا محل إهتمام الأمم المتحدة، فأطلقت حملة إلكترونية لجمع ثلاثة آلاف توقيع تهدف للضغط على الحكومة البريطانية لتحقيق ثلاثة أهداف، توفير الحماية والحقوق الانسانية للاجئين الفلسطينيين المهجرين من سوريا الى بريطانيا أسوة ببقية اللاجئين، وتوفير الدعم المالي لوكالة "الأونروا" (UNRWA)، وحث رؤساء الدول لتحمل مسؤولياتهم الإنسانية تجاه ما يجري من عمليات لجوء وتهجير.. بحيث سيتم تسليم التواقيع كما قالت المنظمة إلى كل من روبرت غوديل وزير الدولة البريطاني لشؤون الهجرة وروري ستيوارت وزير التنمية الدولية في الحكومة البريطانية، لعرضها للبحث والمناقشة في لقاء الإثنين.
يقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في العالم ما يقارب من ثمانية ملايين لاجئ، العدد الأكبر يقيم في مناطق عمليات "الأونروا" الخمسة "لبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة والأردن". حتى آذار من العام 2011 كان يعيش في سوريا أكثر من نصف مليون لاجئ فلسطيني، وصل عددهم مع نهاية شهر آب 2016 إلى 560.000 لاجئ فلسطيني مسجل حسب وكالة "الأونروا"، ونتيجة للأحداث الدامية واستهداف المخيمات وهرباً من الموت والإعتقال والحالة الإقتصادية المتردية حصلت موجات من الهجرة شبيهة بتلك التي حدثت إبان النكبة في العام 1948، وتشير وكالة "الأونروا" إلى وجود حوالي ألف لاجئ في غزة، 42 ألفا في لبنان، وفي الأردن حوالي 15 ألفا، وفي تركيا حوالي سبعة آلاف وفي مصر حوالي ستة آلاف وأعداد أخرى في قبرص ودول جنوب شرق آسيا ودولاً إفريقية..، وحوالي 79 ألف لاجئ منتشرين في دول أوروبا حسب إحصاء "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا" في لندن، العدد الأكبر منهم في السويد.
إثارة قضية فلسطينيي سوريا في قمة الأمم المتحدة، سيساهم في رفع صوت قضية اللاجئين الفلسطينيين بشكل عام ومطالباتهم المشروعة ليس على المستوى الإنساني فحسب، بل وعلى المستوى السياسي بتطبيق حق العودة، والذي بات عدم تطبيقه بعد حوال سبعة عقود من عمر اللجوء، وصمة عار في جبين الأمم المتحدة.