فلسطين المحتلة-بوابة اللاجئين الفلسطينيين
في أعقاب ما حدث مع الأسير المحرّر خضر عدنان بمخيّم الدهيشة للاجئين جنوبي بيت لحم المحتلة، منذ أيام، أصدرت عدة جهات مواقفاً تستنكر محاولات التشويه والإساءة والتهديدات التي يتعرّض لها عدنان وغيره من النشطاء، الذي اعتبرته عدة جهات استهدافاً للمقاومة بغرض تصفيتها.
في هذا السياق، أعرب أسرى الجبهتان الشعبيّة والديمقراطية وحركة الجهاد الإسلامي عن تضامنهم الكامل مع الأسير المحرر خضر عدنان، واعتبروا في تصريح من داخل سجون الاحتلال وصل "بوابة اللاجئين الفلسطينيين": "أنّ هناك محاولات مُستميتة من بعض الأطراف لاستهداف المناضل عدنان معنوياً كمقدّمة لاستهدافه جسدياً، إن استمر التحريض والتشويه بهذا الحجم دون أن يكون هناك خطوات رادعة بحقّهم.
وأكّد الأسرى أنّ هذا الاستهداف لمناضل بحجم الشيخ عدنان يُمثّل استهداف للمقاومة والحركة الوطنية الأسيرة جمعاء، "والتي خرج عدنان من بين صفوفها وخاض من خلالها معارك الإرادة والصمود جنباً إلى جنب مع رفاقه الأسرى."
وطالب الأسرى الشعب الفلسطيني وفصائل العمل الوطني والإسلامي بضرورة تشكيل أوسع حالة احتضان لرموز المقاومة وعلى رأسهم الشيخ خضر عدنان، ومجابهة كل محاولات استهدافهم معنوياً وجسدياً.
من جانبه، أصدر "حراك 17 نيسان" بياناً قال فيه أنّه "في ذروة معركة أسرى الحريّة مع الاحتلال وهي المعركة التي تستوجب خلق أوسع اصطفاف وراء مطالب الحركة الأسيرة، تقوم زمرة من الخارجين عن الصف الوطني بافتعال الخلافات الكيديّة في مسعى مفضوح لتشويه سمعة مناضلي شعبنا ممّن خاضوا معارك الحركة الأسيرة داخل السجون وخارجها وحققوا انتصارات تبدو نادرة في عز زمن الهزيمة الرسمية الفلسطينية."
كما أوضح البيان أنّ هذه الحملة تقوم على تشويه السمعة وتلفيق التهم لتحقيق ما فشلت فيه أجهزة الاحتلال ومنظومته القمعيّة، من كسر إرادة المناضلين، وسعي للاغتيال المعنوي، تمهيداً لما هو أخطر، وفي تكاملٍ تام مع سياسة الاحتلال المعروفة باستهداف سمعة المناضلين ومحاولة عزلهم عن جماهير شعبهم.
وذكر البيان أنّ هذه الحملة لا تستهدف فحسب تصفية حسابات مع الشيخ خضر، بل تحمل أيضاً في طيّاتها خطر تفتيت الصف الداعم لنضالات الحركة الأسيرة، وأنّه ليس وحده الذي تعرّض لهذه الحملات خلال الفترة الأخيرة، وذلك يُعتبر تمهيداً لما هو أخطر، فهذا الاغتيال المعنوي يبدو سابقاً لعملية اغتيال جسدي.
وأكّد البيان "كلنا شهود على محاولات التعرّض بالأذى للكثير من الناشطين من أجل إسكات صوتهم، والمسؤولية الأولى عمّا تُنتجه هذه المحاولات يتحمّلها رأس المستوى السياسي في السلطة الفلسطينية وقيادة منظومتها الأمنيّة المُرتهنة للاحتلال."
يُشار إلى أنّ الأسير المحرر الشيخ خضر عدنان، كان قد تلقّى تهديدات بمنعه من دخول خيمة التضامن مع الأسرى في مخيّم الدهيشة، من نُشطاء حركة فتح، فقرّرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجهاد الإسلامي، استقباله في أحد منازل المخيّم فتجمهر العشرات من شباب ونساء المخيّم أمام المنزل واتّجهوا به إلى خيمة الاعتصام، فبدأت تعلو أصوات تُهدد بالاعتداء عليه في حال دخل الخيمة، إلّا أنّه تم استقباله بمسيرة حاشدة من الأهالي.
الشيخ خضر عدنان أسير محرر تعرّض للاعتقال من قوات الاحتلال لأكثر من ثماني مرات، وخاض وحده عدة إضرابات مفتوحة عن الطعام رفضاً للاعتقال الإداري، واعتقلته الأجهزة الأمنيّة التابعة للسلطة عدة مرات.