فلسطين المحتلة - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
مقال: إيمان العبد
مع اقتراب موعد زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمنطقة، واستمرار إضراب الأسرى في سجون الاحتلال، وتصاعد هجمات الاحتلال ومستوطنيه تجاه الفلسطينيين، من اعتقالات واعتداءات وقتل، يزداد تخوّف الاحتلال والسلطة الفلسطينية من تصاعد الأحداث خلال فترة زيارة ترامب، في حال استمر الإضراب خاصةً في خضم مروره في هذه المرحلة الحساسة.
بدأ تعامل الاحتلال والسلطة منذ البداية مع الأمر، بفتح خطًّ جانبي تحت الطاولة للتفاوض بينهما مُستثنين الأسرى المضربين، وبث الشائعات من وقت لآخر حول اقتراب التوصّل إلى اتفاق واقتراب "إعلان النصر"، والإجراءات التي يقوم بها الجانبان على الأرض من خلال قمع الفعاليات وحملات الاعتقالات المكثّفة، ومنع الوصول إلى نقاط التماس، وحصر التحرّك بالفعاليات الباهتة الأقرب للأجواء الاحتفالية، ويأتي ذلك في إطار محاولات إضعاف موقف الأسرى وتفريق الالتفاف الجماهيري حول قضيتهم.
ما يزيد من تخوّف الاحتلال والسلطة أيضاً، أنّه على الرغم من تقدّم أيام الإضراب وتدهور الوضع الصحي لمعظم الأسرى المضربين، إلّا أنّ هناك إصرار من قيادة الحركة الأسيرة على إبقاء التفاوض في يد لجنة التفاوض المحددة منذ البداية، من الأسرى المضربين وفي مقدمتهم مروان البرغوثي، الذي يسعى الطرفين لاستثنائه، ما يعني إطالة عمر الإضراب حتى لو كان على حساب حياة الأسرى، مقابل الوصول إلى فعل شعبي يسحب البساط الذي يحاول ترامب والاحتلال والسلطة الوقوف عليه، لطرح استئناف المفاوضات وأيّ كان فيما يتعلّق بحل نهائي.
خلال الأيام الأخيرة، بدأت تعلو موجة الاشتباك مع الاحتلال، بما يشمل الضفة والقدس المحتلتين وقطاع غزة، وطالت بعض الاحتجاجات السلطة والمؤسسات الدولية بشكلٍ مباشر حين أوقف عدد من الأهالي والشبان سيارات منظمات دولية، وسيارة وزير المالية شكري بشارة، وتمّ منعها من المرور عن حاجز الجيب، كما طُرح إضراب شامل في فلسطين المحتلة والشتات خلال الأيام المقبلة، والدعوة للاشتباك اليومي مع الاحتلال، ما يعني تصاعد التحرّك في وجه الاحتلال ومن يُشاركه في تخوّفه، وانتشرت دعوات وتهديدات من أهالي الأسرى حول زيارة ترامب، أنّهم سيقومون بإغلاق الطرق أمامه، بالإضافة إلى تهديدات من أمهات الأسرى بالتوجّه بأكياس "القباقيب" لرشقه بها، إلى بيت لحم المحتلة حيث ستكون زيارته.
إلى موعد الزيارة، كل السيناريوهات مطروحة من أكثرها تفاؤلاً أو العكس، فالأمر محكوم بطبيعة تصرف الاحتلال والسلطة مع المواطنين قبيل الزيارة وخلالها، ووضع الأسرى المضربين في سجون الاحتلال بالإضافة إلى حجم تعبئة الجماهير، والتاريخ طرح كل الاحتمالات سابقاً في حالات مماثلة.