فلسطين المحتلة - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
تتوزّع ثمانية مخيّمات للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة، بدأ تأسيسها بعد نكبة الشعب الفلسطيني عام 1948، وقامت اللجنة الدولية للصليب الأحمر وجمعيات دولية مثل جمعية الأصدقاء الأمريكية "الكويكرز" بإنشاء وحدات سكنيّة مؤقتة عبارة عن خيام، واستمرت في الإشراف عليها حتى بدء تشكيل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين عام 1949.
شهدت المخيّمات الثمانية في قطاع غزة منذ إنشاءها حتى اليوم أحداثاً وحروباً تمثّلت بالعدوان الثلاثي عام 1956، حرب حزيران 1967 "النكسة"، الانتفاضة الأولى 1987، الانتفاضة الثانية 2000، العمليات العسكرية الصهيونية المتمثّلة بالاجتياحات والقصف قبل الانسحاب من القطاع، أحداث الانقسام الفلسطيني عام 2007، عدوان (2008-2009)، عدوان عام 2012، عدوان عام 2014.
مخيّم جباليا: أنشئ عام 1954، وسكن في البداية (35000) لاجئ في المخيّم الذي يُعتبر أكبر مخيّمات اللاجئين في غزة، معظمهم فرّوا من قرى واقعة جنوبي فلسطين المحتلة، وحسب "الأونروا" يعيش في المخيّم اليوم حوالي (108000) لاجئ مسجّل، ويُغطّي المخيّم مساحة من الأرض تبلغ (1.4) كم2، يحدّه من الشمال بلدة بيت لاهيا، ومن الشرق السياج الأمني العازل مع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، وتتكرر المواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال في تلك المنطقة.
انطلقت شرارة الانتفاضة الأولى من المخيّم حين خرجت مسيرة بعد تشييع جثامين أربعة شهداء من العمّال الفلسطينيين الذين دهسهم مستوطن في طريقهم للعمل بالأراضي المحتلة عام 1948، وقام أهالي المخيّم وأهالي جباليا بالهجوم على مقر الحاكم الذي يقع وسط المخيّم، وامتدت المواجهات إلى باقي المناطق ما أدّى لاندلاع الانتفاضة.
مخيّم الشاطئ: أنشئ عام 1950، وهو ثالث أكبر مخيّمات اللاجئين في قطاع غزة، وواحد من الأكثر اكتظاظاً بالسكان، يُعرف بهذا الاسم لوقوعه على شاطئ البحر الأبيض المتوسط شمال غرب مدينة غزة، وإلى الشمال من رصيف الميناء. سكنه في البداية (23000) لاجئ من الذين فرّوا من اللد ويافا وبئر السبع ومناطق أخرى، يسكن المخيّم اليوم أكثر من (80000) لاجئ، في مساحة لا تزيد عن (0.52) كم2، يُعرف المخيّم بشوارعه وأزقّته الضيّقة والبُنية التحتيّة المتهالكة.
يعمل الكثير من أهالي المخيّم في البحر نظراً لموقعه على الشاطئ بشكلٍ مباشر، ويتعرّض أبناء المخيّم الذين يعملون في الصيد للاعتقال والاعتداء من بحريّة الاحتلال خلال عملهم في البحر، وبعضهم قد أصيب أو استشهد.
مخيّم النصيرات: أنشئ عام 1948 على أرض تعود لقبيلة الحناجرة، ومركزه كان السجن المُسمّى "الكلبوش" على اسم لمعسكر الجيش الإنجليزي الذي لا تزال أبنيته قائمة في منطقة "الكلبوش" من المخيّم تسكنه بعض العائلات، سكنه في البداية (16000) لاجئ، ويقطنه حالياً أكثر من (60000) لاجئ، على مساحة (9.8) كم2، وسط قطاع غزة، ويحد المخيّم من الجهة الشرقية طريق صلاح الدين الذين يفصله عن مخيّم البريج، ومن الجهة الغربيّة البحر الأبيض المتوسط. ويعيش الأهالي في بيوت متلاصقة وبعضها معرضة للانهيار، ففي موسم شتاء 1983 سقط عدد كبير منها خاصةً الواقعة على مقربة من الشاطئ.
خلال الانتفاضة الأولى شهد المخيّم مواجهات عنيفة مع الاحتلال واستشهد العديد من أبنائه سواء خلال المواجهات أو ممّن نفّذوا عمليات فدائية وتعرّض بعضهم للاعتقال لسنوات طويلة في سجون الاحتلال.
نظراً لموقع المخيّم قبل انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، قد تعرّض لاجتياحات متكررة من قِبل قوات الاحتلال بسبب وقوع مستوطنة "نيتساريم" إلى الشمال منه، وخلال فترة الانتفاضة الثانية كان يتوجّه الشبان وطلاب المدارس إلى مفترق مستوطنة "نيتساريم" الذي عُرف بـاسم "مفترق الشهداء" للاشتباك مع الاحتلال، وكانت تلك المنطقة نقطة مواجهات ساخنة ارتقى فيها شهداء من المخيّمات الفلسطينية.
كما يتعرّض المخيّم للاستهداف من زوارق الاحتلال خاصةً خلال فترات التصعيد، بسبب قربه من البحر غرباً.
مخيّم البريج: أنشئ عام 1952 على أنقاض معسكر للجيش البريطاني، سكنه من فرّوا من القرى الواقعة شرقي غزة كالفالوجة، ومع ازدياد النمو السكاني أخذ المخيّم بالتوسع، وسبب تسميته هو البرج الذي يقع بجوار المخيّم، سكنه في البداية ما يُقارب (13000) لاجئ، كانوا يعيشون في ثكنات الجيش البريطاني والخيام، ويقطنه حالياً ما يزيد عن (31000) لاجئ على مساحة (10.9) كم2، ويقع وسط قطاع غزة، يحدّه من الشرق السياج الأمني العازل الذي يفصله عن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، ويحدّه من الغرب شارع صلاح الدين الذي يفصله عن مخيّم النصيرات.
يُعتبر المخيّم أحد خطوط الاشتباك الأولى مع الاحتلال نظراً لوقوعه شرقي القطاع ملاصقاً للسياج الأمني العازل مع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، فخلال الانتفاضة الثانية تعرّض لاجتياحات متكررة وشهد معارك عنيفة مع الاحتلال ارتقى خلالها العديد من أبنائه شهداء، وتعرّض بعضهم للاعتقال، وحتى يومنا هذا يشهد المخيّم من وقت لآخر مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال، فخلال الانتفاضة التي اندلعت في تشرين الأول عام 2015، كانت الجهة الشرقيّة من المخيّم نقطة مواجهات ساخنة مع الاحتلال.
كما يتعرّض الجانب الشرقي من المخيّم لاستهداف متكرر من قِبل قوات الاحتلال إن كان بإطلاق النار المباشر أو القصف خلال فترات التصعيد. وخلال فترات العدوان على قطاع غزة (2008-2009، 2012، 2014) تعرّض المخيّم للقصف المدفعي من الجهة الشرقيّة، بالإضافة للقصف الجوي الذي دمّر أحياء بالمخيّم استشهد فيها عائلات بكامل أفرادها.
مخيّم المغازي: أنشئ عام 1949 وهو أحد أصغر المخيّمات في قطاع غزة، ويقع في الجهة الشرقيّة من وسط القطاع إلى الجنوب من مخيّم البريج، يسكنه أكثر من (24000) لاجئ في مساحة لا تزيد عن (0.6) كم2، ومعظمهم فرّوا من القرى الواقعة جنوب ووسط فلسطين المحتلة، يحدّه من الشرق الخط السياج الأمني العازل عن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، ومن الغرب طريق صلاح الدين.
تتعرّض المنازل والأراضي في الجهة الشرقيّة من المخيّم لإطلاق نار من قِبل قوات الاحتلال من وقت لآخر، وفي أوقات التصعيد تتعرّض نقاط رصد أو مواقع للمقاومة للقصف الصهيوني، بالإضافة لاستهداف رعاة الأغنام أو المواطنين في تلك المناطق.
مخيّم دير البلح: أنشئ عام 1949 ويُعتبر أصغر مخيّمات اللاجئين في قطاع غزة، يقطع في الجانب الغربي من وسط القطاع، ويحدّه من الغرب البحر الأبيض المتوسط، ومن الشرق طريق صلاح الدين، سكنه في البداية (9000) لاجئ، ويسكنه حالياً أكثر من (20000)، على مساحة (0.16) كم2.
يتعرّض للاستهداف المتكرر من زوارق الاحتلال بسبب وقوعه قرب البحر، خاصةً خلال فترات التصعيد على قطاع غزة.
مخيّم خانيونس: أنشئ عام 1949 جنوبي قطاع غزة، ويقع إلى الغرب من مدينة خانيونس، ويبعد نحو (2) كم2 عن شاطئ البحر، سكنه في البداية (35000) لاجئاً، فرّوا من منطقة بئر السبع، ويقطنه اليوم ما يزيد عن (68000) لاجئ على مساحة (0.56) كم2.
مخيّم رفح: أنشئ عام 1949 جنوبي قطاع غزة قرب الحدود المصرية، وكان من أكثر المخيّمات اكتظاظاً بالسكان في قطاع غزة، ومع مرور الوقت انتقل آلاف اللاجئين من المخيّم إلى المشروع الإسكاني القريب في تل السلطان، سكن المخيّم في البداية (41000) لاجئ، ويسكنه اليوم حوالي (99000)، يقسم الشارع العام "شارع البحر" المخيّم إلى قسمين، الشمالي ويضم الشابورة والجنوبي الملاصق للحدود يضم حي يبنا.
يقع بمحاذاة المخيّم ما يُعرف باسم "ممر فيلادلفيا"، الذي أقيم بعد عمليات هدم نفّذها جيش الاحتلال منذ بداية الانتفاضة الثانية (9/2000) أدّت إلى هدم أكثر من ألف منزل وتجريف مئات الأفدنة الزراعية. وشهد المخيّم معارك عنيفة مع الاحتلال خلال فترة الانتفاضة الثانية ارتقى خلالها العديد من الشهداء، وخلال فترات العدوان على القطاع في السنوات الماضية تعرّض المخيّم للاستهداف العنيف.
شاهد الفيديو ►