ألمانيا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
قال اللواء السابق في القوات المُسلّحة السعودية أنور عشقي ومدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية، أنّ رئيس حكومة الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو قد طرح مبادرة للسلام، وهي مختلفة عن المبادرة العربيّة بشيءٍ قليل، وهي قيد الدراسة في الولايات المتحدة حالياً، وفيما بعد سيُنظر فيها، فإذا وافق عليها الفلسطينيون "أنا على يقين بأنّ المملكة لن تعترض على ذلك."
جاء ذلك في مقابلة أجرتها صحيفة "دوتشيه فيليه" الألمانيّة مع عشقي الذي أوضح الفرق بين المُبادرة العربية ومبادرة نتنياهو، إذ تُجيز الأخيرة أن يكون هناك دولة فلسطينية على أن تكون على اتحاد كونفدرالي وبضمان من الأردن ومصر، والنقطة الثانية أن يُترك أمر القدس إلى النهاية، والكيان يُريد فقط من المبادرة أن يكون الحل شاملاً مع الدول العربية والفلسطينيين.
حول أن تكون السعودية ضامن لما يُسمّى "السلام في الشرق الأوسط" في حال توقيع اتفاق، يقول عشقي، أنّ أهم الأوراق التي تملكها السعودية هي التطبيع مع الكيان، وهي أكبر ضمانة الآن لإعطاء الفلسطينيين حقوقهم، "لأنّه كما تبيّن لنا في مؤتمر القمة الإسلامي، فإنّ موقف المملكة دليل للدول الإسلامية، فإذا طبّعت المملكة مع إسرائيل سوف تُطبّع الدول الإسلامية كلها مع إسرائيل وستكون قد كسرت العزلة بين إسرائيل ودول المنطقة."
واعتبر عشقي أنّه حسب تعليقات المجتمع السعودي على مواقع التواصل الاجتماعي حول التطبيع مع الكيان، فإنّ السعوديون يقولون أنّ "إسرائيل لم يُسجّل منها عدوان واحد على المملكة."
في سؤال للصحيفة حول الحقوق الفلسطينية في حال التطبيع مع الكيان، يقول عشقي "المملكة تنطلق في احترامها لحقوق الفلسطينيين من خلال المبادرة التي وافق عليها الفلسطينيون، الذين إذا وافقوا على أي حل مع إسرائيل فأنا لا أعتقد أنّ المملكة تُمانع في ذلك."
يقول عشقي للصحيفة أنّ حركة حماس ستوافق على الاتفاقية المُقبلة، بدليل أنّ للحركة صلاتها الجيّدة مع الإخوان المسلمين الذين حين حكموا مصر لمدة سنة قدّموا مبادرات جيدة للكيان. وفي سؤال للصحيفة "أي أننا الآن أمام اتفاقيّة سيوافق عليها فلسطينيو الضفة الغربية وغزة معاً؟" أجاب عشقي "نعم"، مُشيراً إلى أنّ الوثيقة الأخيرة التي ظهرت من جانب حركة حماس كان فيها موافقة على حل الدولتين والموافقة على الحدود مع الكيان، لكن لم يظهر فيها أنّها ستتفق معه، ولكنها تُعتبر تحوّل كبير في هذا الجانب.
حول تصنيف السعودية مؤخراً لجماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية وعلاقة حماس بالجماعة، فهل تستثني السعودية حماس من هذا التصنيف؟ يقول عشقي أنّ الحركة لا بد وأن تنخرط في السلطة الفلسطينية، والمملكة لا تتعامل إلا مع السلطة، أمّا أن تتعامل مع حماس لوحدها أو حركة الجهاد الإسلامي لوحدها "فهذا الشيء لم أعهده في المملكة حتى الآن، وإنما العملية ستكون دائماً عن طريق السلطة الفلسطينية، حتى المساعدات لحماس."
بالعودة إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني، يقول عشقي أنّ السعودية بعد تسلّمها جزيرتي تيران وصنافير عقب إقرار البرلمان المصري لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية، ستتعامل مع اتفاقية "كامب ديفيد" التي لم تعُد اتفاقية "مصرية-اسرائيلية" وإنّما أصبحت دوليّة، فمصر والسعودية ستشتركان في السيطرة على الممر الذي تمر منه السفن "الإسرائيلية" والأردنية وغيرها، والسعودية ستنسج علاقة مع "إسرائيل".
يُشار إلى أنّ المبادرة العربية عام 2002، كان قد أطلقها الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز، للسلام في الشرق الأوسط بين الكيان الصهيوني والفلسطينيين، وتقضي بإنشاء دولة فلسطينية مُعترف بها دولياً على حدود 1967 وعودة اللاجئين وانسحاب من هضبة الجولان، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع الكيان.