إيطاليا - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
حثّ الاتحاد الأوروبي إيطاليا على التروّي وعدم تنفيذ تهديدها بإغلاق موانئها أمام السفن التي ترفع أعلام أجنبيّة وتنقل لاجئين بعد إنقاذهم في البحر الأبيض المتوسط، علماً بأنّه يتم نقلهم بعد ذلك إلى مراكز استقبال لم يعد لديها القدرة على الاستيعاب.
حسب وكالة "فرانس برس"، التقى ممثل إيطاليا لدى الاتحاد الأوروبي ماوريتسيو ماساري في بروكسل المفوض الأوروبي لشؤون الهجرة ديمتري أفراموبولوس، وسلّمه رسالة من حكومته توضح أن "الأوضاع بلغت مرحلة لا تُطاق" بعد وصول آلاف اللاجئين إلى الشواطئ الإيطالية خلال الأيام الأخيرة.
من جهته، قال الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا في أوتاوا "إذا استمرت هذه الأرقام، فلن يكون ممكناً السيطرة على الأوضاع حتى بالنسبة لدولة كبيرة ومفتوحة مثلنا."
بدوره، طالب الاتحاد الأوروبي الأربعاء إيطاليا بمزيد من الوقت لمناقشة الأمر، وأعلنت بروكسل الخميس 29 حزيران أنّها مستعدة لتقديم دعم مالي جديد لإيطاليا للتعامل مع الأزمة، لكنها دعت روما إلى العدول عن تهديدها بإقفال مرافئها، حسب وكالة "فرانس برس".
الناطقة باسم المفوضيّة الأوروبيّة ناتاشا بيرتو قالت "نحن ندعم ونتفهّم قلق إيطاليا وندعم مطالبها بتغيير الوضع"، مُضيفةً "لكننا أيضاً نقول أنّ أي تغيير في السياسات ينبغي أن يُناقش أولاً مع الدول الأعضاء الأخرى، كذلك لا بد من أن نتواصل بشكل جيد مع منظمات المجتمع المدني التي تُدير هذه القوارب ليكون لديها الوقت الكافي للاستعداد."
أوضحت كذلك أنّ الاتحاد الأوروبي مستعد لزيادة الدعم لإيطاليا، بما فيه مساعدة ماليّة جوهريّة، حين يلتقي وزراء داخلية الاتحاد الأسبوع المُقبل.
وبعد محادثات مع قادة أوروبيين في برلين، قال رئيس الوزراء الايطالي باولو جنتيلوني إن بلاده "قلقة للغاية" بسبب الزيادة الأخيرة في عدد مراكب اللاجئين الواصلة، إلا أنه قلّل بشكلٍ واضح من تهديد روما بإغلاق الموانئ قائلاً "نحن بمواجهة أعداد متزايدة ستختبر بمرور الوقت نظام الاستقبال الخاص بنا."
أضاف جنتيلوني "الاستقبال يظل في عهدة دولة واحدة فقط، وهذا يضع بلادنا تحت ضغط لكننا سنحترم التزاماتنا الإنسانية والقانونية، نحن تحت ضغط ونطلب من شركائنا الأوروبيين القيام بمساهمة حقيقية."
منظمة "أس أو أس المتوسط"، والتي تُشغّل قوارب إنقاذ خيرية، قالت إنها تتفهّم الضغوط على إيطاليا وحاجتها لمزيد من تنسيق الإجراءات الأوروبية، وأضافت المنظمة في بيان صدر عنها الخميس "نحن أيضاً نعتقد أنّ إغلاق موانئ الأمان في وجه الناس الهاربين من الحرب والعنف والفقر لا يمكن أن يكون الحل"، وتابعت "نريد أن نؤكد مجدداً أنّ المنظمات غير الحكومية ليست السبب وليست الحل لهذه الأزمة الإنسانية، دون وجودنا في البحر، مزيد من البشر كانوا سيموتون."
يُشار إلى أنّ إيطاليا تشتكي منذ سنوات من كونها وحيدة تواجه أزمة اللجوء، وتُطالب بمزيد من التضامن من شركائها في الاتحاد الأوروبي. وتُشارك سفن مساعدات عدة تُرسلها منظمات غير حكومية ممولة بشكلٍ خاص، من ألمانيا وفرنسا، في جهود إنقاذ اللاجئين من البحر المتوسط. وحسب قوانين الاتحاد الأوروبي، فإنّ الدولة التي تصلها تلك السفن هي المسؤولة عن التعامل مع طلبات اللجوء لمن هم على متنها، وغالباً ما تنزل هذه السفن في إيطاليا.
وزارة الداخلية الإيطاليّة أكّدت وصول أكثر من (77) ألف لاجئ إلى البلاد منذ بداية العام الحالي، بزيادة أكثر من (15) بالمائة مقارنةً بالفترة نفسها من العام 2016، وقد تم إنقاذ نحو (10200) لاجئ منذ الأحد الماضي، قبالة سواحل ليبيا.
ومن الجدير بالذكر أنّ اللاجئين الفلسطينيين من سوريّة يضطرون للهجرة عبر قوارب الموت في البحر المتوسّط مُتّجهين إلى إيطاليا وغيرها من دول أوروبا هرباً من مصيرهم في الحرب الدائرة في سورية، والفقر والمعاناة والوضع غير القانوني الذي يواجههم إذا قرروا اللجوء إلى بعض الدول العربيّة، فيموت بعضهم غرقاً في البحر أثناء رحلة الهرب، عدا عن الظروف القاسية في مخيّمات الإيواء بعد وصولهم إلى بعض الدول الأوروبية.