أخذت المخيمات الفلسطينية بالتشكل في لبنان إبان النكبة في العام 1948م، بعد توافد عشرات الآلاف من اللاجئين من مناطق مختلفة في فلسطين، وكانت حياة اللاجئين في البدء تقتصر على الخيام كإقامة مؤقتة لحين العودة إلى فلسطين، ولكن بعد طول إقامتهم أخذوا يشرعون بالبناء والإعمار ضمن مساحات خصصت لهم.
وقد تضاعفت أعداد اللاجئين منذ عام 1948 إلى الآن بنسبة مرة كل 20 عام، وتقدر أعداد اللاجئين الفلسطينيين حسب إحصائيات "الأونروا" بـ(483،375) ألف نسمة، بيد أن الأعداد في انخفاض، نتيجة الهجرة الدائمة لأبناء المخيمات.
يقيم 280 ألف نسمة في 12 مخيم مسجل رسميا، أما بقية اللاجئين يقطنون في عدة تجمعات سكنية وأخرى هامشية قاموا بإنشائها، تقع جميعها خارج حدود هذه المخيمات ولا تصنف كمخيم وتتوزع في عدة مناطق منها (المعشوق- شبريحا- القاسمية- أبو الأسود- عدلون- شحيم- جل البحر- البرغلة- الواسطة- العيتانية- وادي الزينة- الداعوق- سعيد غواش- الناعمة- تعلبايا).
وتعتبر وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا" هي المسؤول والمعني الأول بتقديم الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية لأهالي المخيمات، وذلك أن هذه المخيمات غير مشمولة بدائرة خدمات الدولة اللبنانية من حيث الصحة أو التعليم، وتعاني المخيمات في لبنان من أوضاع سيئة وفقر شديد، فبحسب تقارير وكالة "الأونروا" تبلغ نسبة الفقر 66% بين السكان، ونسبة البطالة مرتفعة بسبب حرمان اللاجئ الفلسطيني في لبنان من حق العمل في القطاع العام والعديد من المجالات المهنية الأخرى.
أيضا بدأت خدمات وكالة الأونروا "الصحية والتعليمية والاجتماعية" بالتراجع والتقليص الشديدين في الفترة الحالية، نتيجة إعلانها بشكل دوري عن عجز مالي في ميزانيتها، إلى جانب وكالة الأونروا هناك عدد من مؤسسات المجتمع المدني ومنظمة التحرير الفلسطينية التي تقدم بعض خدماتها في الحالات الحرجة إن أمكن وعند توافر التمويل اللازم.
وفي ظل هذا الوضع المعيشي والخدمي السيء توافد عدد من الفلسطينيين السوريين إلى لبنان بعد اندلاع الحرب في سورية عام 2011، وقد وصل إلى لبنان 42 ألف لاجئ فلسطيني سوري توزعوا على المخيمات والتجمعات الفلسطينية في لبنان، وهؤلاء يعتمدون في المقام الأول على وكالة "الأونروا"، وتتم معاملتهم بنفس الطريقة التي تتعامل فيها الدولة اللبنانية مع الفلسطيني اللبناني من حيث الحرمان من الحقوق المدنية في لبنان.
اقرأ/ي المخيمات الفلسطينية في الجنوب اللبناني
