مصر - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية المستشار أحمد أبو زيد، أنّ السياسة المصرية ثابتة برفض إنشاء مراكز لإيواء اللاجئين أو توطين رعايا دول أجنبيّة على أراضيها.
جاء تصريح أبو زيد الاثنين 28 آب في أعقاب توقيع مصر وألمانيا الأحد على ورقة للتعاون الثنائي في مجال الهجرة بحضور وزيري خارجية البلدين في برلين، وصرّح أبو زيد بأنّ هذه الورقة تتسق تماماً مع الرؤية المصرية الشاملة للتعامل مع ما أسماه ظاهرة الهجرة غير الشرعيّة، وتعكس عناصر التوافق بين مصر وألمانيا في هذا الشأن.
يُشار إلى أنّ الورقة نصّت على تقديم ألمانيا منحة مالية تُقدّر بـ (28) مليون يورو في مجال التعليم والتدريب الفني، وتقديم ضمانات استثمارية للقطاع الخاص الألماني للعمل في الأسواق المصرية وبقطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بما يُساعد على توفير فرص عمل للشباب.
حول ما تردد عن أن الورقة تنص على إقامة مركز لإيواء اللاجئين في مصر، نفى أبوزيد ذلك بشكلٍ قاطع، وذلك علي ضوء السياسة المصرية الثابتة برفض توطين رعايا أجانب مُرحّلين من دول أخرى أو إنشاء معسكرات أو ملاجئ لإيواء اللاجئين بمعزل عن المجتمع، وهي المُحددات التي يستند عليها الموقف المصري في التعامل مع هذه القضايا منذ فترة طويلة دون تغيير.
ونوه إلى أن الترتيبات التي تم الاتفاق عليها مع الجانب الألماني تركز على مساندة مصر في تحمل المسئولية الإنسانية والأخلاقية الكبيرة التي تقوم بها في استضافة الملايين من اللاجئين المقيمين على أراضيها، وذلك من خلال برامج لبناء القدرات والدعم في مجال البنية التحتية، في مناطق تواجدهم.
وأضاف المتحدث باسم الخارجية أن ألمانيا ستوفر كذلك دعما ماليا يتم توجيهه لرفع القدرات المصرية في مجال تأمين الحدود ومكافحة الهجرة غير الشرعية والتصدي لجرائم الاتجار بالبشر والتعامل مع شبكات الجريمة المنظمة عبر الحدودية التي ترتكب هذه الجرائم.
يأتي ذلك بعد أشهر على زيارة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى مصر للبحث في ملف اللاجئين، وتباحثت آنذاك مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حول اتفاقية تحد من تدفّق اللاجئين مُماثلة لاتفاقية اللاجئين بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، علماً بأنّ الحدود المصرية مع ليبيا تُعتبر ثغرة يتجه إليها اللاجئين الذين معظمهم من سوريا ومنهم أيضاً فلسطينيين، كطريق سهل للانتقال إلى اوروبا عن طريق المُتاجرين بالبشر.
وفي ذلك الوقت تحدثت الصحافة الألمانيّة حول الأمر بأنّ ميركل تُحاول كسب ود مصر كشريك لها في سياساتها لتقليل عدد اللاجئين إليها عبر البحر المتوسط عن طريق ليبيا، وأكّد السيسي في ذلك الوقت أنّه سيُساعد على تأمين الحدود المصرية معها.
واعتبرت الصحافية الألمانية أنّ الاتفاق في حينه تضمّن تقديم مليارات اليوروهات مقابل لاجئين، ومصر بأمسّ الحاجة للأموال، ما يعني مقايضة أزمة تدفق اللاجئين لألمانيا بالأموال.