القاهرة-بوابة اللاجئين الفلسطينيين
أعلن المفوّض العام لوكالة الأمم المتحدة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، بيير كرينبول، أنّ "الأونروا" تواجه هذا العام عجزاً في ميزانيتها يبلغ (126) مليون دولار أمريكي، ما يعني أنّه لن يكون لديها أي أموال في نهاية هذا الشهر.
دعا كرينبول في كلمته أمام الجلسة الافتتاحية لمجلس وزراء الخارجية العرب، في القاهرة يوم الثلاثاء، الدول العربية إلى دعم الوكالة بقوّة لتتمكّن من المُحافظة على دورها الحيوي والهام في خدمة (5.3) مليون لاجئ فلسطيني حتى يتحقق لديهم أفق ما.
كما حثّ الشُركاء الإقليميين على تجديد مُساهماتهم السخيّة المُماثلة للأعوام الأخيرة، كما دعا دولة قطر لزيادة مستوى مساهماتها للوكالة والدول العربية الأخرى لدراسة إمكانية زيادة دعمها.
مؤكداً أنّ الدعم السياسي العربي ضروري لحماية مهمّة الوكالة من خلال قرارات الجامعة العربيّة، ومن خلال القرارات التي يتم تباحثها في الجمعيّة العامة للأمم المتحدة، وشدّد على أهمية وحيوية الدعم العربي للوكالة لضمان عدم نسيان لاجئ فلسطين.
أشار المفوّض الأممي كذلك إلى أنّ الدول الأعضاء في الجامعة العربية دعته أثناء المشاورات التي عُقدت في نيويورك العام الجاري، حيث تم التباحث حيال أفكار جديدة لتأمين التمويل للوكالة، خاصةً إنشاء صندوق وقف مع البنك الإسلامي للتنمية وصندوق ائتماني مع مجموعة البنك الدولي.
شدّد كرينبول كذلك على أهميّة الدعم الدبلوماسي لدول الجامعة العربيّة لهاتين المُبادرتين الحيويّتين، مُشيراً إلى قرار الجامعة العربيّة تقديم ما نسبته (7.8) بالمائة من ميزانيّة "الأونروا" للبرامج التي تُغطّي المجالات الرئيسية مثل التعليم والرعاية الصحيّة والإغاثيّة والخدمات الاجتماعيّة.
حول اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط، أعرب كرينبول عن الغضب الذي تملّكه حيال مصيرهم، وسط معاناتهم المزيد من الفقر والألم.
"لقد رأيت الألم والدمار وتكرار النزوح للاجئي فلسطين في مدينة حلب السورية كما رأيت الآلام الكبيرة والإقصاء للاجئي فلسطين في مخيّم عين الحلوة في لبنان، والأثر اليومي للاحتلال الإسرائيلي على لاجئي فلسطين في مخيّم الجلزون بالضفة الغربية، كما رأيت الأسبوع الماضي الظروف الإنسانية الكارثية للاجئي قطاع غزة"، يقول كرينبول.
ذكر كرينبول أيضاً خلال كلمته أنّ لاجئ فلسطين لا يملكون أي شيء على الإطلاق، ولا حتى الاقتراب لأي أفق، خاصةً أنّ كل ما يُحدد هويتهم يكمن خلفهم منذ نحو (70) عاماً من النزوح القسري الأول للنكبة، وليس أمامهم أي أفق سياسي، فلا توجد أي عمليّة سياسيّة مُحرزة أو ذات مصداقيّة لتحقيق السلام بين الفلسطينيين و"الإسرائيليين" وتحقيق حل عادل للاجئين الفلسطينيين.
تابع قائلاً "ليس هناك أي أفق شخصي لهؤلاء اللاجئين ولا توجد حرية للتنقل ولا توجد وظائف"، مُشيراً إلى زيارة الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس إلى الكيان الصهيوني وأراضي السلطة الفلسطينية، حيث قال إنّه لا توجد خطة بديلة لحل الدولتين ومن الضروري إعادة خلق عملية سياسية تتسم بالمصداقية وخلق أفق حقيقي يشمل تحقيق العدالة للاجئين.