فلسطين المحتلة-بوابة اللاجئين الفلسطينيين
أبلغت سلطات الاحتلال السلطة الفلسطينية نيّتها استقطاع تكاليف إمداد قطاع غزة بالكهرباء من أموال الضرائب التي تجمعها لصالح السلطة، حسب مصادر إعلامية لدى الاحتلال.
كشف موقع "تايمز أوف إسرائيل" بأنّ منسق أنشطة حكومة الاحتلال في المناطق يوآف مردخاي أبلغ وزير الشؤون المدنية الفلسطيني حسين الشيخ، أنّه "نظراً لاعتبارات إنسانية خطيرة، يجب استعادة إمدادات الكهرباء بطريقة أو بأخرى لغزة."
أورد الموقع جزء من رسالة وجهها مردخاي إلى الشيخ جاء فيها "أعلمكم أنّه إذا لم يتم التوصل إلى حل فلسطيني داخلي، فإننا سنقوم بإعادة الوضع السابق وخصم الأموال من تحويلات الضرائب في المستقبل القريب."
أضافت الرسالة "هناك خطوط حمراء إنسانية إذا تم اجتيازها تُشكّل خطراً محتملاً، من بين أمور أخرى، على قطاعي الصحة والنظافة وفي نهاية المطاف على السكان عموماً"، وتابع "أطلب منكم التحرك لحل هذه المسألة لمنع اتخاذ إجراءات أحادية."
وذكر الموقع أنّ مردخاي حذّر الوزير الفلسطيني من خطوة تقليص الكهرباء عن غزة قبل تنفيذها، مُشيراً إلى أنّه لم تُعطِ الرسالة موعد محدد تبدأ فيه سلطات الاحتلال بإعادة الكهرباء للقطاع وخصم الأموال من الضرائب.
يُشار إلى أنّ تحذير الاحتلال جاء بالتزامن مع تواجد وفود من قيادات حركتي حماس وفتح من غزة والخارج في العاصمة المصرية القاهرة في ظل الحديث عن محاولات الوصول لتوافق بشأن المصالحة الفلسطينية من جهة، وقضية جنود جيش الاحتلال المأسورين لدى المقاومة في غزة التي شهدت بعض التحركات الدولية مؤخراً من جهةٍ أخرى، من خلال لقاءات مع قيادات في حركة حماس داخل القطاع جرت خلال الأيام الماضية.
يأتي ذلك في الوقت الذي يشهد قطاع غزة ذروة تفاقم أزمة الكهرباء التي وصلت إلى (22) ساعة قطع مقابل ساعتين وصل، علماً بانّ القطاع يُعاني من الأزمة منذ عام 2006 إثر القصف الصهيوني لمحطة الكهرباء في القطاع، واستمرت الأزمة بالتفاقم مع الحصار المفروض على القطاع.
وكانت سلطات الاحتلال قد بدأت من 19 حزيران الماضي بتقليص (50) ميجاواط من أصل (70) كانت تُغذي القطاع من شركة الكهرباء "الإسرائيلية"، بعد طلب السلطة الفلسطينية ذلك ضمن الإجراءات العقابية التي اتخذتها بحق غزة للضغط على حركة حماس لتسليم القطاع، وقلّصت السلطة (15) مليون شيقل (4.2 مليون دولار) من أصل (40) مليون شيقل (11.4 مليون دولار) كانت تدفعها لسلطات الاحتلال من أموال الضرائب مقابل كهرباء غزة.
في غضون ذلك، تناول تقرير على القناة الثانية التابعة للاحتلال أنّ الاحتلال سيُقدّم تسهيلات للفلسطينيين خلال اجتماع المانحين على هامش اجتماع الأمم المتحدة، وتشمل التسهيلات إقامة منطقة صناعية كبيرة في مناطق (ج) وبُنية تحتيّة للكهرباء، بالإضافة إلى مشاريع تتعلّق بالكهرباء والمياه في غزة، والموافقة على مشاريع دولية لها علاقة بالبيئة في غزة.
قال التقرير أنّ هناك تفاهمات في الكيان الصهيوني تتعلّق بتعزيز الآلية المتبعة لإعادة إعمار قطاع غزة، بالإضافة إلى نيّة الاحتلال تخفيف الإجراءات على الحواجز والمعابر بهدف تحسين الوضع الاقتصادي للفلسطينيين في الضفة المحتلة.
حسب القناة الثانية، فإنّ التسهيلات التي سيقدّمها منسق حكومة الاحتلال في المناطق، تأتي بضغوط أمريكية لمساعدة الإدارة الأمريكية وعلى رأسها ترامب في الضغط على رئيس السلطة محمود عباس، لتقديم خطاب معتدل أمام الأمم المتحدة، وكذلك لمساعدة الإدارة الأمريكية في استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والكيان.