لبنان - بوابة اللاجئين الفلسطينيين
زينب زيّون
لا يكلّ اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، عن مواجهة مآسي حياتهم المتعددة، وبطرق متعددة أيضاً، أبرزها الفن بكافة أشكاله وألوانه، فواقع البطالة والحرمان من الحقوق المدنيّة والإجتماعيّة، وحياة الفقر المادي وقلّة الإمكانات التي يعيشونها داخل المخيّمات، لم تمنع وربّما حفزّت الكثير من اللاجئين على تفجير مخزوناتهم الغنيّة بالمواهب والإبداع، يُحاولون من خلالها إظهار معاناتهم وعرض قضاياهم بفنّهم، بغية إيصال رسالة مفادها، أنّه رغم البؤس والمعاناة والشتات، هناك فسحة من الفرح والأمل بنيل الحقوق والعودة إلى فلسطين يوماً ما.
الطفلة غيدا حسن موهبة غنائيّة تبلع من العمر (12 عاماً)، تعيش في مخيّم البداوي للاجئين شمالي لبنان، تحدثت غيدا لـ"بوابة اللاجئين الفلسطينيين" عن بدايات إكتشاف موهبتها، حين كانت تُغني في المنزل، فلاحظ والدها جمال صوتها، لذا قرر البحث عن مؤسسة أو فرقة غناء قادرة على تقديم النصائح لها والعمل على دعم وتطوير موهبتها. ففي العام 2015، انتسبت غيدا لفرقة القدس، آملةً إيصال صوتها إلى فلسطين.
تُغنّي غيدا لفلسطين في كلّ المناسبات الوطنية والثقافية التي تُشارك فيها، إلى جانب أطفال منتسبين إلى الفرقة ذاتها، والمؤلفة من حوالي ثلاثين شخصاً بين ذكور وإناث.
تُقدّم الفرقة أنشطةً في المناسبات الوطنية، فمن يوم الأرض إلى ذكرتي النكبة والنكسة وسواها من النشاطات الهادفة إلى إحياء مناسبات فلسطين، والحفاظ على الهوية والتراث الفلسطينيين، بحسب ما قالت غيدا.
"أغنّي لأقول إنّنا عائدون" جملة قالتها غيدا موضحةً أهمية فنّ الغناء في "إيصال صوت اللاجئين في الشتات لأهالي فلسطين وللعرب ولكافة العالم، لنقول لهم إننا نحمل قضيتنا نصب أعيننا، وإننا متمسكون بحق العودة".
"العدو الصهيوني بات يحاربنا حتى بتراثنا، فبعد أن احتل أرضنا وشرّد عائلاتنا ونهب منازلنا، يُريد الآن سرقة هويتنا وتراثنا، يُريد محي الذاكرة الفلسطينية من الأذهان جيلاً بعد جيل"، جملة قالتها غيدا مشيرة إلى أنّها ستتابع تدريباتها لاكتساب مهارات إضافية تساعدها على تطوير موهبتها بالغناء.
ولفتت غيدا أنَّ هدفها تسخير موهبتها الفنيّة في سبيل الحفاظ على التراث الفلسطيني، ونشره قدر المستطاع، لأنّه واحد من طرق النضال في مواجهة السرقة التي تتعرض لها عادات وتقاليد وتراث الشعب الفلسطيني من قبل الاحتلال الغاصب. وختمت بالقول: "أتمنَّى أن أنشر تراث بلدي فلسطين، عبر باقة من الأغاني الوطنية، خلال مشاركتي في المستقبل، بنشاطات محليّة أو عربيّة، وحتى عالمية، لعلّنا نعود إلى فلسطين، فنغنّي ونرقص على أرضها".