فلسطين المحتلة-بوابة اللاجئين الفلسطينيين
"ما يحدث اليوم هو تسريب الأراضي عن طريق البطرك أو عن طريق السماسرة أو طرق أخرى جانبية، وهذا الكلام يرفضه المسيحيّون بشكل قاطع، ويتّهمون من يُسرّب هذه الأراضي لإسرائيل بالخيانة العُظمى لفلسطين والكنيسة والمسيحيين والمُسلمين على السواء، لأنّ هذه أملاك فلسطينية للمسلمين والمسيحيين، فالمسيحي يملك في المسجد الأقصى بقدر ما يملكه المسلم في كنيسة القيامة، لا فرق بيننا، نحن فلسطينيّون"، يقول الأب مانويل مسلّم عضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المُقدسات.
شهدت الأيام الماضية تحرّكات رافضة لتسريب وبيع وتأجير أراضِ وقفيّة تابعة للكنيسة الأرثوذكسيّة في فلسطين المحتلة، لصالح الاحتلال، بإشراف البطريرك الأرثوذكسي اليوناني ثيوفيلوس الثالث، ورافق تلك الصفقات والتسريبات، تهديد وإبعاد شخصيات دينية وطنيّة في الكنيسة الأرثوذكسية.
على ضوء ذلك دعا الأب مانويل مسلّم في حديثه مع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، السلطة الفلسطينية لتحمّل مسؤولياتها تجاه ما يجري من بيع وتسريب أوقاف تابعة للكنيسة الأرثوذكسية في فلسطين المحتلة، مُحذراً من الجوانب الخفيّة التي لم يُكشف عنها بعد، وتظهر تِباعاً، قائلاً "نُلاحظ اليوم يتحدثون عن هذا المكان، وغداً وادي الأردن، ثم قيسارية، والقدس وبيت لحم والأردن وأريحا."
وقال في حديثه أنّ "الأمر الأكبر كون الأوقاف باسم البطرك ويتم تسريبها كما نسمع إلى جهات مُعادية، ونحن كمسيحيين فلسطينيين نعتبر أنّ الأوقاف ليست ملك لأحد، بل هي ملك لفلسطين من أجل تطوير فلسطين، تسلّمتها الكنيسة من المؤمنين المسيحيين الذين أعطوا الكنيسة هذه الأرض، من أجل تطوير فلسطين لصالح الجميع"، موضحاً أنّه "في حال باعت الكنيسة قطعة أرض من أجل بناء مدرسة تجمع المسلمين والمسيحيين أو لبناء كنيسة أو نادي أو مستوصف أو مستشفى، فنحن مع هذا التوجّه، لأنّ هذا الهدف من إعطاء هذه الأرض للكنيسة."
حول دور المسيحيين يقول الأب مسلّم، أنّ هناك مشكلة أمامهم، ليس هم من يُقررون إزاحة البطرك من وظيفته، "لهذا نقوم بالتظاهرات إن كان في اللد أو الرّينة أو الرامة أو أي مكان يدخله البطرك، المسيحيون يحتجّون على ما يجري، وهذا الاحتجاج كل ما يملكونه."
وأوضح الأب مسلّم لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين" أنّ ملك الأردن عبد الله الثاني ورئيس السلطة الفلسطينية، هما من يعترفان بالبطرك ويعطيانه صلاحية لممارسة مهامه، فإذا قاما بسحب اعترافهما سيسقط البطرك ويتم انتخاب غيره أمين على هذه الأوقاف، ويجب أن تتدخّل السلطة الفلسطينية وتضع يدها في القضيّة، وواجب المسيحيين هنا أن يضغطوا على السلطة لتتحرّك، مُطالباً بتغيير وزارة الأوقاف الإسلامية إلى وزارة الشؤون الدينية الإسلامية والمسيحية، للوقوف في وجه تسريب الأوقاف إلى جهات مُعادية وجهات غريبة غير فلسطينية.
ويقول الأب مسلّم أنّه كل ما يسع هؤلاء الناس في الرملة أو اللد أو أي مكان يتواجد فيه المسيحيين، أن يصرخوا "هذا البطرك غير مُستحق أن يكون بطرك علينا"، وهذا ما هو إلا وسيلة ضغط على الملك عبد الله ورئيس السلطة من أجل وضع حد لهذا الرجل، فهما من يستطيعان إسقاط مسؤوليته وإلغاء صلاحياته وإنهاء وجوده كبطرك.
وختم حديثه قائلاً "نحن نريد أن ينكشف المخفي، ما ذهب لا نعرف كيف ممكن أن يسترجعونه لكن الخوف على القادم، ومن ارتكب خطيئة وجُرم من هذا النوع وظهر منه الشيء البسيط، نخاف أن يكون قد اقترف جُرم أكبر من ذلك بكثير في الخفاء، فمن لا يستحِ يفعل ما يشاء."
يُشار إلى أنّ عدة مناطق في فلسطين المحتلة تشهد تحركات من وقفات احتجاجية رفضاً لبيع وتسريب أوقاف الكنيسة للاحتلال، إلى احتجاجات على زيارة ثيوفيلوس لبعض المناطق، ويستمر الاحتجاج وتسليط الضوء على القضيّة منذ أيام على شبكة الإنترنت من خلال الكتابة على وسم #الكنيسة_مش_للبيع للضغط باتجاه تحرّك أكبر في الشارع وتوضيح ما يجري في القضيّة، بالإضافة إلى محاولة حماية الشخصيات الدينية الوطنية في الكنيسة الأرثوذكسية التي تم تهديدها وإبعادها.