لبنان - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

زينب زيّون

تفوح على أعتاب منزلٍ في مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، جنوبي لبنان، ذكريات التاريخ والتراث الفلسطيني، التي تحوي قصص العديد من الفلسطينيين الذين أجبروا على ترك منازلهم وقرارهم ومدنهم في وطنهم الأم بعد استيلاء الاحتلال عليها عام 1948.

حسام ميعاري، لاجئ فلسطيني من بلدة عكبرة، قضاء صفد، يعيش في مخيّم عين الحلوة، ويعمل نجاراً في محلّه الواقع في المخيّم، وهو يحرص على المحافظة على بعض المقتنيات المتوارثة من الأجداد في فلسطين بمنزله داخل المخيّم.

يقول ميعاري في حديث لـ "بوابة اللاجئين الفلسطينيين": "عام 2005، بدأتُ بجمع هذه المقتنيات، إما بشرائها أو الحصول عليها عن طريق أقارب، وذلك بهدف عرضها والتعريف بها، خصوصاً لفئة الشباب".

اعتاد ميعاري جمع القطع، والمقتنيات الأثرية، كهواية صارت جزءاً أصيلاً من حياته، تعبيراً منه عن تمسكه بتراث بلده فلسطين، تلك الأرض المسلوبة من أصحابها، كما يردد مؤمناً.

يُشارك ميعاري في معارض عديدة، بغية عرض مقتنياته التي جمعها، ومن بينها: "بابور الكاز، آلات قديمة، إبريق قهوة وشاي، مهباج، طبق طعام، مسند، راديو" وغيرها من المقتنيات التي كانت توجد في معظم المنازل الفلسطينية. ولكلّ قطعة، قصة مرتبطة بها وبصاحبها، تربطها علاقة وثيقة بأرض فلسطين.

ومن بين عدد كبير من القطع الأثرية، يروي ميعاري قصّة المسند الذي كان موجوداً في معظم المنازل الفلسطينية، قائلاً: "يدل المسند على صلابة البيت الفلسطيني". متابعاً: " يُصنع المسند من سعف النخيل وسنابل القمح، فكان الرجل يشدّ قصب المسند، والمرأة تخيط وجه القماش، وإذا كان القصب رخواً، كانت المرأة تغرز المسلّة في داخل المسند بخيطان الخيش وتشدّه حتى يتصلب. وبعدها تخيطه وتضعه على الأرض مع غيره من المساند".

وكان للمسند أهمية بالنسبة لأهل العريس، فعندما يأتي أهل العريس لزيارة أهل العروس، أوّل ما كان يلفت أنظارهم هو ذلك المسند الموضوع على الأرض، فإذا كان مشدوداً، فهذا يعني أنّ المنزل متماسكاً، بينما إن لم يكن مشدوداً بشكل جيد، فهذا معناه أنّ المنزل غير متماسك.

لم يكن جميع الناس يملكون هذا المسند، بحسب ما أشار ميعاري، لأنّه مُكلف جداً، فأولئك الذين كانوا يعملون في الرعي هم من كانوا يقتنون المساند، لأنّهم كانوا يجمعون القش والقصب خلال رعيهم.

يحلم ميعاري بمتحف دائم يعرض فيه كافة مقتنياته، خصوصاً بعد أن أخرجها من مخيّم عين الحلوة عُقب الاشتباكات المتكررة التي عصفت بالمخيّم، ووضعها في منزل أخيه في منطقة وادي الزينة.

يسعى ميعاري لجمع المزيد من القطع الأثرية، بهدف الحفاظ على تراث الأجداد، حتى يكون إرثاً للجيل الجديد. 

خاص - بوابة اللاجئين الفلسطينيين

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد